Posted in مقالات وطنية

منبر الرأي – غالية الجولان

الرأي 13 / 4 / 1987

اليوم وامتدادا للنضال الدؤوب والمستمر , واستمرارا لقوافل الشهداء التي قدمتها امتنا العربية على مر السنين في سبيل ان يسجل التاريخ بالمجد والكرامة كبرياء وشموخ الانسان في انصع صور البقاء- يدخل اسم جديد بوابة الفخار – غالية فرحات – شهيدة الجولان ابنة الهضبة العربية يتوج استشهادها الانتفاضات العارمة المتعاقبة التي شهدها الجولان المحتل , فرحلت بخمسين ربيعا في سبيل الجولان ومع الجولان .

ان استشهاد غالية فرحات يسرد حكاية شعب باسره, شعب منغرس في الارض, يرشف من الارض بقاءه يقارع الظلام , يقاوم الظلام , يصرخ باعلى صوته بحنجره ليست الا عربية ، لا للهوية الاسرائيلية ، لا للحياة اذا كان في الحياة مذله, ذلك الشعب الذي تنحني صدورهم المشرعة بنادق الاستبداد, تصهررصاصات الحقد الاسود تنطلق المظاهرات العارمة ترسم فيها نقمة شعب – تنطلق بيارق تأبى التراجع – بعيونها تقهر الظلام وتهزم البنادق رغم الحديد والنار – انه الغضب – انها النقمة على المحتلين.

حقيقة تقول ان الطاقة لا تفنى والامثلة الشعبية تنبئنا انه لن يضيع حق وراءه من يطالب , فليس نهاية النضال الدؤوب الا النصر ولن يذهب سدى اصرار على حق ولن تطوى قضية ربط ابنائها مصيرهم بمصيرها.

ان ارادة الرفض في الجولان هي ذاتها الارادة التي قارعت الاستعمار حتى اندحر وهي ذاتها التي هزمت البوارج والة الحرب والغرب في لبنان , وهي ذاتها التي لا زالت تقاوم في فلسطين وجنوب لبنان , فهي اليوم اذ ترفض الاحتلال على اشكاله تقدم التضحيات تلو التضحيات , وتعلن على الملأ انه لا مجال للتراجع وستبقى كلمة الشعب المؤمن بعدالة قضيته هي الاقوى, ولا بد ستنتصر ارادة الشعوب طالما وان الايمان بالنصر عميق وطالما ان الدم يرخص في سبيل الاوطان , وطالما ان شعب القضية لا يخشى الموت وطالما ان الموت في سبيل القضية شهادة, والشهادة نهج اختارته الشعوب المناضلة لانها طريق النصر .

هذه الارادة وهكذا تفرض الارادة , وهنا تبنى الحدود الواضحة التي لا لبس فيها بين الصمود والهزيمة, الثبات والتراجع, الكرامة والخزي- انها ارادة الصمود- ارادة التحدي ارادة الحفاظ على التاريخ, وليس سوى سقوط لاء واحدة وتتساقط الارادة ولا يبقى من الانسان سوى هزيمة بلا انسان .

هكذا وفي الصعاب ومن خضم التحدي تكبر الابطال في الوطن ويكبر فيهم, كبرت الشهيدة غالية فرحات – تسامقت في الجولان – تسامقت في فلسطين- تسامقت في جنوب لبنان – تسامقت في السماء العربية , وستبقى قافلة الشهداء تمتد حتى تصان الكرامة وينتصر الحق .

اليك يا غالية الجولان الف تحية , ولكم كل الاكبار والاعتزاز يا اهلنا في الجولان .

وليبق صوت النضال انشودة الى الابد :

كان امسا مقيتا…

داسنا باحتقار وولى…

وغدا لن نبيتا…

مزقا تذرع الارض وهنا وذلا…

قسما.. جذرنا لن يضيعا!

قسما.. دمنا لن يطلا!!                                               سميح القاسم

Share this:
Share this page via Email Share this page via Stumble Upon Share this page via Digg this Share this page via Facebook Share this page via Twitter
Posted in مقالات زائرة

د. رياض الحروب: ام الذئاب

شيحان 11 / 4 / 1987

د. رياض الحروب

الزميل الدكتور تيسير بعث برسالة الى شيحان يتحدث فيها عن موضوع الغلاف الذي يحمل صورة لأم تلد ” أربعة ذئاب ” والذي يعتبر أن الكتابة في هذا الموضوع هي اغتيال لأنسانية الانسان , ويعتقد الدكتور ان الانسان يصعق لسماع مثل هذا الخبر, وهو يطالب ان تعالج مثل هذه المواضيع بجدية واسهاب!

والحقيقة انني احترت في الرد على رسالة الصديق الدكتور ولم افهم ماذا يعني بقوله هذا, وهل هو لا يحبذ نشر مثل هذه المواضيع؟, او انه يريد ان نقدم شرحا وافيا ومفصلا حولها؟!

واخيرا لم افهم ماذا يقصد ” باغتيال انسانية الانسان” كل هذه التساؤلات وردتني بعد قراءة رسالة الدكتور, وانني أحب ان اسجل في هذه الزاوية اننا في شيحان نطرح مثل هذه المواضيع بالاشتراك مع صحف عالمية ودولية من اجل ايصال الخبر وتقديم المعلومات , حتى يكون المواطن في بلدنا على اطلاع واسع لما يحدث في العالم . كما اننا لا نحاول ان نحدد احداثيات الطول والعرض للقضايا الانسانية, او الاجتماعية, او الاقتصادية , ونضع رقابة على عقل الانسان.

اننا يا عزيزي لا نقبل ان تكون هناك رقابة مسبقة على عقل المواطن , كما لا نقبل ان نضع رقيبا يسمح او لا يسمح بدخول هذه المعلومة او تلك ما دامت لا تتنافى مع معتقداتنا الفكرية والدينية.

واما موضوع سوء طالع هذه السيدة التي انجبت اربعة اطفال ، فهذا لا يعتبر من فعل البشر , بل انها مشيئة الله , العلي القدير , ولا اعتقد ان تجاهله قد يخفف من بؤس هذه السيدة وحزنها. وقد تابعت الجريدة – بدراسة مسهبة ومفصلة نوعية هذه الظاهرة وكيف يراها الاطباء , وما هو تفسير العلم لها, واعتقد ان ما كتب عنها كان وافيا وكافيا , لا شيَّة فيه غبار عليه.

واريد ان اؤكد هنا للأخوة القراء ، اننا نبحث معهم دائما عن الحقيقة ونقدمها كما هي, ونترك الحكم في النهاية للقارئ والله يعلم ان هدفنا هو التواصل مع القارئ ثم الوصول معه الى اماكن الاحداث في الدنيا كلها بسرعة قصوى وذلك من اجل ان يفتخر قارئ هذه الصحيفة انه يعرف اشياء كثيرة , وان يسبق الكثيرين غيره في الحصول عليها. هذه هي رسالتنا, وذلك هو هدفنا… والله من وراء القصد.

Share this:
Share this page via Email Share this page via Stumble Upon Share this page via Digg this Share this page via Facebook Share this page via Twitter