Posted in مقالات علمية

سالمونيلا.. ولكن

الرأي 14 / 4 / 1996

لم يكد المواطن الاردني يتلقى خبر مرض السالمونيلا في الدواجن حتى تكون في عقله وذهنه صورة حصار مريب ألمّ به ضمن اجواء مشحونة بالترقب والرعب مما خلفه مؤخرا مرض جنون البقر وعلاقته التي اختلفت الاجتهادات حوله مع العنصر البشري ورياح اخباره القادمة من غرب القارة الاوروبية.

ان ما اثير مؤخرا حول مرض سالمونيلا الدواجن وعلاقته بالانسان لا يختلف قطعا عن اجتزاء الآية الكريمة بالقول” لا تقربوا الصلاة” مع ان تناول مثل هذا المرض وما يمثله من وجوب التناول العلمي الدقيق غير المنقوص وخاصة ان ذلك ينال من مادة تعتبر مصدرا اساسيا للبروتين الحيواني في الاردن ومن قطاع انتاجي هام تعتاش منه شريحة ليست بسيطة من الشعب الاردني .

اننا لا نطالب بالتغاضي عن اي خلل يتسبب في احداث خطر على صحة الانسان ولكننا نطالب بتوخي الحقيقة دائما لدى الادلاء بتصريح او تناول وسائل الاعلام وما تمثله من دور هام في الاتصال الجماهيري لمثل هذا المرض.

لا نريد ان نتعرض لما اشيع من اخبار حول ان قضية السالمونيلا ما هي الا دعاية ابتدعها الاعلام الصهيوني حتى يحول دون استيراد السلطة الفلسطينية لشحنات من البيض والصيصان من الاردن كما يشاع حتى لا يؤثر ذلك على اعتماد الضفة والقطاع على انتاج الدول العبرية من تلك المادة ولا نريد ان نتهم بعض الصحف بتصعيد تصريح من هنا وهناك لمجرد التقدم بسبق صحفي براق . لا نريد ان نروج لهذا او ذاك لقلة المعلومات الموثقة حول تلك الجوانب , ولكن ما نريد ان نوضحه اننا مع المستهلك وبنفس الوقت نحن مع الانتاج الوطني ومقوماته , وضد ما له أي فعل في المساس بقاعدته المادية بغير وجه علمي مشبع الدراسة .

مما تؤكده الدراسات والحقائق والتصريحات المسؤولة هو ان السالمونيلا هي موجودة في الدواجن في الاردن, وقد يكون تواجده في الفترة الحالية اقل من الفترة التي سبقت الوقت الحالي بستة اشهر حيث قل في الوقت الحالي تشخيص ذلك المرض في الدواجن , وان اكثر الانواع الموجودة من السالمونيلا في الدواجن لا تنتقل الى الأنسان واما السالمونيلا المسؤولة عن اصابة الانسان بمرض التفوئيد فكل المصادر تؤكد انها غير موجودة في دواجن الاردن ونادرة الحدوث في الدواجن بشكل عام .

ورغم كل هذا وذاك ولنفترض جدلا وجود بكتيريا السالمونيلا الممرضة للانسان في الدواجن فان تعريض الطير المصاب لدرجة حرارة 60 درجة مئوية لمدة 5 دقائق يكفي للقضاء على تلك البكتيريا , ومن المعروف بان الدجاج في المنطقة وفي الاردن خاصة لا يؤكل نيئا الا بعد طهيه وهذا متداول شعبيا وبالتأكيد تصل الحرارة حينذاك الى درجة الغليان 100درجة مئوية أي اكثر من الحرارة المطلوبة للقضاء على البكتيريا تلك لذلك نؤكد مرة اخرى على ضرورة الوقاية والتثقيف الصحي , ولكن المطلوب ايضا توخي الدقة في التصريح ونشر المعلومة وخاصة فيما يخص قطاعا انتاجيا هاما خشية تصعيد غير مبرر ومجهول النتائج.

Share this:
Share this page via Email Share this page via Stumble Upon Share this page via Digg this Share this page via Facebook Share this page via Twitter
Posted in مقالات وطنية

الوحدة الوطنية – منبر الرأي

الرأي 4/4/1996

ان المجتمع الاردني يحتفظ بمقومات وحدة وطنية عز مثيلها , تلك الوحدة محصنة بعناصر التاريخ والجغرافيا , تصلقها وتكرسها وحدة المصير ومجموع التحديات التي واجهت وتواجه هذا البلد المكافح , ولا شك ان الخطاب الرسمي والشعبي في الاردن قد اتحد وتناغم من خلال الالتفاف حول شعار الشعب الاردني الواحد وعدم التنازل قيد انملة عنه , ولعل في الدعوات الدائمة لتكريسه وفيما يضمنه الدستور والقوانين المرعية والفحوارات القائمة بين الاديان خير دليل وشاهد على رؤيا حضارية محددة المعالم تشكل في مجملها دوافع للأصرار على التصدي لكل عبث وعابث ينبغي النيل من صفاء ونقاء صورة الوحدة بكل القها وقوة مثلها.

عندما نتكلم عن الوحدة الوطنية نعكس بذلك نبض ووجدان الشارع الاردني حول قدسية ذلك الشعار وهو قاسم مشترك تجمع عليه كل فئات الشعب وتنظيماته المختلفة, ويكاد يكون أي مس به من المحرمات الوطنية التي وبأي صفة لا يجوز التساهل بها , ولا يحق لشخص او فئة او تنظيم وبأي صفة او لون ان يحاول الوس بهيبتها, فهي ضمانة الاستقرار الذي ننعم به في الاردن, ندافع عنها ولا نسمح لعقلية التعصب والتفتيت ان تطلق سموم أفكار على عواهنها تمزق وتسئ وتشوه, فتلك العقلية بكل أشكالها لا تقف عند حد معين بل حين لتدلل على شرعية وصحة ما تدعي , واننا من الاستعمار والصهيونية.

إن الأردن يسعى بخطى حثيثة في دروب الحضارة وتكريس دولة القانون , ومع كل الفئات التصاقا وتناغما على ارضية المصلحة الوطنية العمة , حتى يكاد يبدو الغد مشرقا خاليا في ظلال وينتمي الى البيت الاردني الواحد.

إن دعاة التعصب وأشكاله المختلفه هم أفراد لا ينفكون بين حين وأخر يجدون يائسين بكل مجاديفهم , يطلون برؤوسهم كلما سنح لهم ذلك ليظهروا لمظهر العارفين والقيمين على الحقيقة.

إن الاردن قد شيد وحدة شعبية وعمدها بالدم منذ بدايات الامارة الفتية وخلال العقود الماضية , وإن الشعب في هذا البلد اذ يتغنى ويعتزر بتجليات تلك الوحدة لهو مدعو للحفاظ عليها من كل ما يسيئ.

Share this:
Share this page via Email Share this page via Stumble Upon Share this page via Digg this Share this page via Facebook Share this page via Twitter