Posted in مقالات وطنية

نواف غزالي .. مناضل يترجل

المجد 19\12\2005

رحل في بلاد الاغتراب “في البرازيل “ابن سوريا البار المرحوم نواف غزالي الذي أعيد جثمانه ليواري الثرى في مسقط رأسه في جبل العرب .

وحيث نودع نواف غزالي نستذكر مع التاريخ القريب اديب الشيشكلي الذي حكم سوريا في منتصف القرن الماضي ، ففي اواسط اذار 1954ألقى صبري العسلي رئيس الحكومة السورية حينئذامام مجلس النواب بيانا جاء فيه :”كان الشيشكلي يعلم انه قد اغتصب حق الأمة واعتدى على حريتها وداهم رجالها الأحرار من مختلف الأحزاب صباح 27\1\1954في مختلف المدن،واعلن الاحكام العرفية دون داع لها ثم شن حملة نكراء من الاعتقالات الواسعة في البلاد طولا وعرضا فزج في السجون بالمئات من الرجال والشباب الاحرار .

لقد امتازت فترة حكم اديب الشيشكلي على سوريا بالاستئثار بالسلطة وتسميه نفسه رئيسا للجمهورية بموجب استفتاء شكلي في ظل السلاح ، وشرع في ممارسات معادية للشعب من تجليات للدكتاتورية ، وشل للحياة الدستورية وتعطيل الحريات العامة وتضييق على الاحزاب حيث لم يبق على الساحة حزب ، يعمل علنا سوى حزبه .

تكتلت المعارضة في مؤتمر حمص الشهير حيث اتفقت الاحزاب حينها على اسقاط الشيشكلي ، وكانت كافة القرارات والبيانات الوطنية الصادرة حينئذ موقعه باسم سلطان باشا الأطرش .

ويروي أنه فترة الاعتقالات الكثيفة التي قام بها الشيشكلي ، اعتقل منصور بن سلطان  باشا الأطرش وكان من بارزي حزب البعث حينها .ولكن أديب الشيشكلي قام بالافراج عن منصور وارساله الى والده سلطان الاطرش في محاولة لاسترضائه ومن ورائه الشعب في سوري الا ان  سلطان الاطرش ابى الا ان يكون كما هو دائما ابن سوريا الذي يتخلي عنها مهما كلف الثمن ، فكان رده على رسول الشيشكيلي ” انا لم اطلب الى الشيشكلي حرية ولدي ، انا أطالبه باطلاق حرية البلاد والعباد وليترك الحكم لارادة الشعب”.

في تلك الفترة لسلطان باشا الأطرش بصحبة العديد من أحرار سوريا أن ينتقلوا الى الاردن موئل الاحرار وموطنهم الثاني لحقن الدماء في سوريا ولم يلبث اديب الشيشكلي ان غادر سوريا هربا عبر بيروت بعد انذار حلب يوم 25\2\1954 مطالبا وحدات الجيش بالتمرد عليه .

هرب اديب الشيشكلي من عدالة القانون ومحكمة الدولة الى البرازيل حيث سكن في مقاطعة جوباس النائية ، واشترى مزرعة عاش فيها عشر سنوات ظانا أنه بذلك ينجو بنفسه ، لكن عدالة  الشعب لاحقته الى هناك اذ جاءه الشاب العربي السوري نواف غزالي وقتله في27\9\1964 منتقما للظلم الذي الحقه بجميع ابناء الشعب السوري وللضحايا البرئية التي سقطت من ابناء الوطن . على اثر ذلك قضى نواف غزالي ثلاث سنوات في السجن حيث اعتبر القضاء البرازيلي الجريمة غير عادلة لانها انتقام لشعب ووطن حيث تنادت الجالية العربية في البرازيل لجمع الاموال للدفاع عن نواف غزالي وشكلت لجنة خاصة لمساعدته .

سلام عليك ،ايها الراحل،سلام عليك يوم رحيلك الاول ويوم ولادتك الثانية ، وه انت اليوم تعود الى موطنك من صقيع الاغتراب .

Share this:
Share this page via Email Share this page via Stumble Upon Share this page via Digg this Share this page via Facebook Share this page via Twitter