Posted in مقالات زائرة

د.مشعل سعود القاضي: الذكرى الثامنة عشرة لرحيل سلطان باشا الأطرش

د.مشعل سعود القاضي

الرأي 30\3\2000

صادف يوم 26 من آذار الذكرى السنوية الثامنة عشرة لوفاة المناضل العربي الكبير سلطان الاطرش الذي ولد في جبل الدروز(جبل العرب) في محافظة السويداء عام1886وتوفي في بلدة القرية 1982والذين ينحدر من أسرة مناضلة من اراء طائفة الدروز (بني معروف)الذي اكتسبه الصلابة والقوة كما تربى على الشهامة والمروءة واكرام الضيف ونصرة المظلوم وحب الوطن مما اكسبه السمعه الطيبة والصيت الشائع بين الناس كل هذه الصفات جعلت الحديث عنه ذا شجون وحلاوة إذ تروي قصة حياته النضالية جزءا هاما من تاريخ الامة العربية الحافل بالبطولات ،عاش سلطان باشا الاطرش حياته وشبابه في نضال مستمر ضد الأتراك ثم ضد الاستعمار الفرنسي عاش في قريته (القرية) في حضن جبل الدروز يحض المناضلين على الوحدة العربية ضدالاستعمار المحتل وعندما اعدم والده غدرا بيد حاكم الدولة العثمانية عام1911مع ثلة من زعماء قبيلة الدروز ثار سلطان باشا وحض على الوطنية والنضال في وجه الظلم والطغيان وكان من دخل دمشق ضد الفرنسيين ففي سان ريمو تم تقسيم غنائم الامبراطورية العثمانية بين الحلفاء المنتصرين بريطانيا وفرنسا بموجب اتفاقية سايكس بيكو ففي ذلك الوقت كان االشريف حسين ملك الحجاز وشريف مكة قد اعلن الثورة العربية الكبرى ضد الهيمنة العثمانية وفي عام 1916انضم سلطان باشا الاطرش وقبيلة بني معروف الى صفوف الثورة العربية الكبرى وعاش سلطان باشا حياته وشبابه في نضال مستمر وتزعم الثورة العربية السورية الكبرى وكان اول من رفع العلم العربي على قلعة صلخد بالقرب من قريته(القرية)بجبل الدروز واستطاعت قواته هزيمة القوات التركية في تلال المانع واسر قائدها وعنما دخل الامير فيصل الاول سوريا عام 1921 كان سلطان باشا على رأس مستقبليه في درعا وزعماء جبل الدروز وتم تنصبيه ملكا على سوريا ثم طرده الفرنسيون ونصب ملكا على العراق وعند تشكيل نواة جيش الانقاذ بفرقها الاربعة بقيادة القائد العربي فوزي القاوقجي للنضال من اجل التحرير فلسطين من اطماع الاحتلال الصهيوني كانت الفرقة الرابعة من جبل الدروز (جبل العرب) بقيادة المناضل شكيب وهاب الذي شكلها المناضل الكبير سلطان باشا الاطرش بالتنسيق مع القائد فوزي القاوقجي والتي كانت تشل مع الفرقة اربع سرايا تحمل اسماء المعارك التي خاضها الثوار الدروز (بني معروف)ضد المستعمر الفرنسي عام 1925وعلى ارض فلسطين في حيفا وشفا عمرو بعد ان اعلنت فرنسا انتدابها على البلاد بموجب اتفاقية مؤتمر سان ريمو بين بريطانيا وفرنسا كان لفرنسا منطقة سوريا ولبنان وهكذا بدأ عهد جديد من النضال العربي وعندما  القى الفرنسيون القبض على قائد المقاومة في الجبل أدهم خنجر في بيت سلطان باشا  في (القرية) وارسل الى (السويداء)عاصمة جبل الدروز تفجرت في نفس سلطان باشا ثورة غضب كبيرة لان الفرنسيين اهانوا ضيفة وتمنى الموت على اهانة ضيفه وبعث برسالة الى الامير سليم الاطرش حاكم الجبل يطلب فيها من الحكومة ان تحافظ على التقاليد العربية وتطلق سراح ضيفه  كما بعث الى الجنرال (غورو) القائد الفرنسي في دمشق تقول:”إن موتي إهانة ضيفي(سيان)”. ولكن الفرنسيين اعدموا خنجر فهاجم سلطان واعوانه قوات الفرنسيين في السويداء فقتل قائدهم واربعة جنود واسر خمسة جنود اخرين فانتقم الفرنسيون منه فضربوا قرية (القرية)بالقنابل واحرقوا داره فرحل واسرته واعوانه الى امارة شرق الاردن في منطقة الازرق في البادية الشمالية في المفرق . ويوم وفاته حدثنا شاعر بدوي عن خصاله الحميدة وكرمه الاصيل في مضافة والدي المرحوم الشيخ سعود القاضي في قرية حوشا وانشد قصيدة طويلة لا تحضرني الذاكرة الابيتا واحدا منها :

(سلطان باشا القرية يا شمعة الديواني

يبني مضافة حلوة وبرأسها ليواني)

وبدأ عمليات عسكرية داخل الحدود ضد الفرنيين الى ان أجبرهم في النهاية على بدء المفاوضات معه بناء على شروطه وصدر العفو عنه وعن جماعته وقبل الفرنسيين بشروطه وعاد سلطان باشا الى قريته بعد ان استعاد كرامته ثم غدر به الفرنسيون والقى القبض على جماعته من زعماء الدروز ونفيهم خارج البلاد عاماً، وفي عام 1925وجه سلطان باشا نداءه التاريخي الى حمل السلاح واعلن الثورة الوطنية السورية والتحق بالثورة زعماء الاحزاب المختلفة في دمشق وفتح سعد زغلول في مصر باب الاكتتاب لمساعدتهم واختير سلطان باشا رئيسا للمجلس الوطني للثورة وقائدا عاما لجيوشها وعلى مشارف دمشق أذاع سلطان باشا اول بيانات الثورة مناديا بوحدة سوريا وقيام حكومة شعبية وانسحاب قوات الاحتلال فقد قامت فرنسا بقصف مدينة دمشق بالمدفعية والقنابل مما دعا حكومة فرنسا استدعاء المندوب العسكري الجنرال (ساراي) وتعيين بدلا منه مندوبا ساميا الاان القوات الفرنسية قصفت بالمدفعية دمشق مرة أخرى في نيسان عام 1926ونفوا زعماء الثورة الى جزيرة نائية واضطر سلطان باشا واخرون الى اللجوء اى منطقة اللجاة الوعرة في هضبة الجولان لمدة عام كامل ذاقوا خلالها شظف العيش فاتجهوا الى نجد في المملكة العربية السعودية حيث رحب بهم الملك عبد العزيز آل سعود ، ثم عاد المناضل الكبير سلطان باشا الاطرش اخيرا الى جبل الدروز (جبل حوران)واستقر بقريته بعد استقلال سوريا من الاحتلال الفرنسي اعقاب الحرب العالمية اثانية وعاش بقية حياته في قريته (القرية) حيث كان يؤم ديوانه كل مناضل عربي حر وكان ملاذا لكل مظلوم او محروم لطلب النجدة والحماية رحم الله المناضل العربي الكبير واسكنه فسيح جنات الخلد مع الصديقين والشهداء

Share this:
Share this page via Email Share this page via Stumble Upon Share this page via Digg this Share this page via Facebook Share this page via Twitter