Posted in مقالات وطنية

مجرد رأي – حماة الديار عليكم سلام

الرأي 16/4/1998

كما نبارك لسوريا عيدها الوطني نبارك لانفسنا هذا العيد ليس لعمق المشاعر القومية فحسب وانما لحنين يشدنا الى عصر المد القومي حيث استطاعت الجماهير على امتداد الساحة العربية ان تكون جزءا اساسيا في صياغة الاحداث حتى صنعت استقلالها ، وايضا لما لسوريا من موقع يجده القلب في ثناياه فسوريا جزء من تكوين الذاكرة الشعبية لمشرقنا وبالتحديد لنا في الاردن ، تذهب ابصارنا وبصيرتنا القومية الى دمشق التاريخ والمجد ، نلتقي على صفحات التاريخ فكم من صولة كان لنا معا ، وكم زغرودة قفزت من الكركعانقت سيفاً دمشقياً وكم من صهوة ابت ان يمتطيها من الفرسان الا الخيرة ، فتولد من حلب والسلط  ومعان…

صقور لم تقف في منتصف الطريق ولم تحتصل على جوازات سفر ، وكم من عراضة شامية تناغم ايقاع السيف فيها والترس بالسامر ، وكم هي كروم في جبال السلط  يأخذها الرحيل شوقا الى السويداء وفرح الكرنفال ، وكم الفت حارتنا العتيقة ( طرابيشا ) شامية وللكوفية ذكرى في ازقة الشام وجاداتها ، وكم من الم طعنت حرابه قلب السكينة ، فجردت سيوف وتدافعت من اغمادها تبارقت بها قمم عجلون وقاسيون وكم من ارض تحتضر في لظى الصحراء فتستل ينابيع مياهها وتحتشد لتحيي الارض ، عشقا من الخابور ودفقا من بردى ، وعندما تفيق مؤته على غزوة تصفق في الرقة قلوب وتنفلت الحناجر ، وعندما النصر باستقلال يأتي مهللا تنهمر الاحداق على البيارق تسافر ما بين الحسكة والعقبة .

نقف اليوم نستذكر نضالات الامة العربية في سبيل حريتها ، فهي كبيرة تلك الامال التي ايقظت مقاتلا من دفء الحلم فاعتق الى ساح الوغى وتساقط الغزاة في كل المواقع قبل عقود فاندحروا واخرجوا ، وما بقاء الدولة العبرية جاثمة بكيانها الصهيوني على كرامة الامة العربية وفي خاصرتها الا لتذكرنا في كل حين بان القيد وان طال الزمن لا بد وان ينكسر ، وان بلاد العرب اوطاني …

Share this:
Share this page via Email Share this page via Stumble Upon Share this page via Digg this Share this page via Facebook Share this page via Twitter
Posted in مقالات محلية

شيء ما – دوائر مفرغة وحلقات مفقودة

الرأي 1 / 4 / 1998

لست اول من كتب ولا اخرهم حول مسألة قديمة وحديثة هي التي تتجلى بشكل يومي وملموس قد يختلف بعضه عن الاخر تكرر نفسها نرقبها نضيق بها ذرعا وليس لدينا عليها حول ولا طول فاذا بالغضب يشق صدر الرزانة وصبر الروية تتناثر اشلاء من الصمت نقذف الحياة بقدر الشتائم فليس اشد على المرء من ان يجد جهده وعناءه يذهب هدرا وليس من اجابة على كل علامات الاستفهام والاستنكار والتعجب وان وجدت فهي خلف ابواب موصدة ليست في المتناول .

فهذا الذي يلهث في دائرة مفرغة ما بين طلب المحكمة لصك الصلح وصك الصلح ينتظر الدفع , والدفع مصدره شركة التأمين , وشركة التامين بانتظار قرار المحكمة , والمحكمة مازالت بنتظارها اما قد طلبت , وهذا الذي يذرع اورقة الدائرة المعنية ما بين ذهاب واياب يسرق في وقت الاصل فية انه وقت عملة الذي يجني به قوته واسرته , هذا الوقت الذي وصفته العرب يانه كالسيف ان لم تقطعه قطعك تتحكم به امزجة وامزجة مابين موظف يناضل في حل اشكالية تقليدية من الكلمات المتقاطعة واخر بستضافة صديق يحتسي القهوة وفي بابه ينتظر عشرات المراجعين واخر قد غادر مكتبه وليس من احد يعرف متى يكون الاياب والكل مازال يدرك افضلية التمسك باهداب الصبر رغم الالم وضياع الوقت .

وذاك المواطن قد لجأ الى احد المسؤولين ليمسك عنه مخالب الجوع وانياب الظلم في مراجعات مكوكية مابين محافظ ومدير المنطقة الحرة ومديريات مختلفة لوقف ازالة كشك مرخص حسب الاصول امام النطقة الحرة فاحدهم يتنصل من مسؤوليته ولاخر يصرخ مهددا وثالث يقرن موافقته بموافقة الاخر فيجد نفسه يولد الوقت ويستمرفي هرولته ما بين امل بمسؤول ورافة من صاحب شان .

… وذاك … وذاك … وذاك والكل يحاضر عن الديمقراطية والكل يتمنطق لاعنا الترهل والتسيب يرتفع الصوت فينطلق المسؤول بالدعوة لمراجعة مكتبه حيث البلسم الشافي ..فاذا به فصل من التسويف وامتصاص غضبه ودوامة جديدة .

اوليس مهما مع تزايد عدد السكان والركود العام وازدياد التعقيدات وكثرة المتطلبات ان يكون هناك بحث جاد في امكانية السيطرة على الفجوات القاتلة التي تواجهنا في كل حين ؟ اوليس مهما ان يكون هناك جهة في كل المحافظات بل في كل الدوائر تستمتع بدقة وتعطي كل ذي حق حقه بدلا من دفع الماطن الى ابواب المسؤول في محاولة يائسة لاستجداء مساعدة او الى طريق اخرى قد يكون اخرها مخالفة القانون .

اوليس مهما النظر في بعض التطبيقات التي ينقصها المنطق كذالك الذي لم يستطيع ان يتوصل الى حل في الاشكالية ما بين محكمة وشركة تامين واجبات عشائرية .

ان صاحب الحاجة مضطر ان يسعى لتحقيق حاجته مهما بلغ الثمن وان ايجاد الصيغة المناسبة التي تاخذ بالاعتبار الدراسةالحقيقية لقضية كل صاحب مظلمه هو نقلة حضارية توفر الجهد وتصون الوقت وترفع المظالم اماالابقاء على الحال الذي يضع المواطن دائما في وضع المتحفز لقفز الحواجز التي تقدرها سلطة الموظف وفجوات بعض القوانين . فذالك يفضي الى فرضيات متتالية من الدوامات المربكة والحلقات المفقودة التي تفتح المجا ل رحبا لتفشي الوساطة  والرشوة والمحسوبية لمن استطاع اليها سبيلا .

Share this:
Share this page via Email Share this page via Stumble Upon Share this page via Digg this Share this page via Facebook Share this page via Twitter