Posted in نصوص ادبية

ان ما لم يؤلمني حتى الاعماق لم اتخذه مادة للكتابة ” غوته “

الرأي 25 / 6 / 1996

قبل ايام حضرتني ملاحظة وان اقف في احدى اروقة المحكمة في الزرقاء انتظر سماع اسمي لكي ادلف الى قبو مخصص للاحتجاز المؤقت بانتظار المحاكمة مع البقية من المتهمين بتهم على اختلاف انواعها من القتل الى الزنا الى السرقة الى المخدرات…الخ..

حتى لا يذهب احدا بعيدا اقول يا سادة ان وجودي هناك كان بسبب حادث تصادم سيارتي بسيارة اخرى، والحمد لله الاضرار كانت كما يقال ( بالحديد  فقط ) وكان المسبب هو انا بحكم وجود سيارتي في الخلف بغض النظر عن وقوف السيارة التكسي التي امامي ان كان فجائيا ام اعتياديا ، الخلاصة انه رغم كل شي ابى سائق التكسي لاحاطته وخبرته بالقوانين ان تنتهي القضية في مركز الامن رغم ان تامين السيارتين شامل بل اصر على ان تكون في المحكمة فكان له ذلك وكان الموقف الصعب.

تتالت سلسلة من السياط جابت الفكر فأن لها الجسد وكان الوجل كأنها ساعة الحشر لكنها لا يشفع فيها عمل ولا خلق ولا اعتبار اصبحت احاول ان الوذ بزاوية حتى لا يراني احد ولم يشفع لي في حينه الا شاب يعمل في المحكمة رأني رغما عني فاستأذن رجال المحكمة ان لا يسيئوا المعاملة فكان ذلك وعمل فورا على التسريع في بدء المحاكمة وايضا كان ذلك وانتهت القضية وانتهى ذلك الكابوس.

هذه قصة مضت وان كانت قد حدثت معي الا انها قد تكون مع أي كان من هذا المجتمع الطيب بغض النظر عن كل الاعتبارات اذا فهي قضية عامة ولم يبق منها الا تساؤلات اطرحها للتفكير: رغم قناعتي ان الجميع امام القانون والقضاء يجب ان يكونوا سواسية كيف يمكن ان نحفظ للمواطن اعتباره في مثل هذه القضية ( رغم ادراكي باهمية قضايا حوادث السيارات وضرورة عدم التساهل بها) ، وهل احتجاز رجال الشرطة لمتهم في مثل هذا الحادث وحشره مع المتهمين بكافة انواع التهم حتى وقت اجراء المحاكمة هو اجراء قانوني ام تصرف مزاجي من رجال الشرطة.

على كل علامات الاستفهام والتعجب يضطجع الالم ممتدا يملأ مساحة الوطن يحمل نظرات الانتماء وعبرات حرى تضرم نارا تحذر من غربة في رحاب الوطن.

Share this:
Share this page via Email Share this page via Stumble Upon Share this page via Digg this Share this page via Facebook Share this page via Twitter