التصنيف: مقالات وطنية
قيثارة فلسطين والحرية والعدالة
نشرت في جريدة الرأي 2014/08/22 ، جريدة المجد 2014/08/25:
سميح القاسم: علمتنا الإقدام في زمن الهزيمة علمتنا كيف نعشق الأبجدية العربية و السماء العربية و نفخر بالقامة العربيه، علمتنا كيف نرسم غصن الزيتون و نرفع القبعة لكل أحرار الدنيا، أنت أيها الباقي عشت منتصب القامه و مضيت مرفوع الهامة، نشهد أنك كنت شجاعاً واجهت المرضين معاً العدو و السرطان، نشهد أنك انتصرت في كل المواجهات فصوتك كان هو الأعلى و فكرك كان هو الأقدر ضاقت عليك ضفاف الموت و عدو الشمس لكنك ابداً لم تساوم.
أيها الفقيد الكبير: يعز علينا رحيلك في زمن تتوق إليك، كل ساحاتنا العربية ، تناديك فارساً مغواراً في غزة الصامدة الصابرة المنتصره ، تشد أزرها تحيي الحماسة فيها و تردد خلفك تقدموا تقدموا ، فكل سماء فوقكم جهنم و كل أرض تحتكم جهنم، وتذكرهم بأن لا تعدوا العشره و لا نعد العشرة.
نتذكرك حين ترحل عيوننا عبر خيوط سايكس بيكو العنكبوتية في مساحة الوطن الأكبر
للقدس صلباني و جلق شاهدي و تهلل الفسطاط راح و جاؤوا
ودمي على الأردن ورد ذابل فمتى يبل صدى ورودي الماء
عمـــان قابلتي و مهد طفولتي ســــلط و حـــبل السرة الزرقاء
و لطالما أنشدت في سوريا الحبيبة الجريحة بعدما وصلت إليها في نهاية القرن العشرين
ظمئ أنا يا شام و أنت الكأس و الصهباء
عرفناك أيها المناضل الكبير مدافعاً صلباً عن الأرض و العرض و العروبة و حلم فلسطين ، عرفناك ثاقب النظره نهجك و اضح المعالم ، لا تلتبس عليك الحقيقة مهما ادلهمت العتمة وتدافع المضللون ، لم تفقد الأمل للحظة في أحلك الظروف ، ثقتك بحتمية النصر لم تتزحزح قيد انمله تستمد عنفوانها من ثقتك بعدالة القضية التي طويت سنوات عمرك دفاعا عنها و عن العروبة عن فلسطين عن حق العودة و تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني وعاصمتها القدس الشريف فكم رددت منشداً:
بنى المسيح على صخر كنيسته ودولتي أنا أبنيها على حجر
رحمك الله أيها الصديق الكبير فقد عشت حاديا للثورة في كل بقاع الأرض ، وقد عرفتك كل أحرار العالم مناضلاً و ملهما للنضال ضد الاستعمار بكل أشكاله و مع كل قوى التحرر في العالم في نضالها ضد التفرقة العنصرية و ضد الاستعمار و التبعية و اشكال الاضطهاد و في سبيل تحقيق الحرية و الديمقراطية و تآخي الشعوب و تحقيق العدالة والسلام و احترامِ حقوق الانسان.
لقد دفعت الضريبة في ملاحقتك و اعتقالك و محاربتك من ِقبل العدو الصهيوني و كافحت و عريت مشاريعه و أدواتة و دسائسة و أسهمت بشعرك و نثرك و فكرك في إعادة توجيه البوصلة باتجاه العدو المشترك رغم كل المكائد و ماكنات التضليل.
ثمانون كتاباً ستبقى مكتبة وضاءة و منارة لتصحيح مسار النضال كلما استطعنا إلى ذلك سبيلا.
رحمك الله أيها المناضل الباقي و إن رحل
رحمك الله يا قيثارة فلسطين و منارة الأمة
لهفــــي علــى سـوريــــا من ندم وعض أصابع
جريدة المجد 11/03/2013 ها قد شارفنا على نهايات العام الثاني لأحداث سـوريــــا و لا زالت الدماء الطاهرة تهدر بلا ثمن و تسفك بالمجان ، و مازال القتل البارد يجترح في أزقتها و على جنباتها ، وها هي المودة والرحمة توئد جهاراً نهاراً ، أما نحن فلقد ألفنا الحزنَ و اليأسَ وماكنة الأرقام تعمل بحقد ، تطوي الأحبة من كل البقاع بأرقام يعتادها السمع ، هكذا أصبح شبح الموت يلامس أطراف الوطن ورائحة القبور و العفن تلف القرى و المدن و الفضاء والطرقات.
هذه سـوريــــا ، قد فرغ التاريخ من بناء مداميكها الأخيرة ، رسم المجد لها أجمل لوحات الياسمين وقامات الحور و دفق الخابور والعاصي و الفراتَ و بردى ، الله أكبر تصدح بها مئذنة بني أمية وناقوس يدق رجعاً للصدى الآرامي في معلولا ، شموخ قاسيون وعناد قلاعها وأرضها وحدودها ونقاء عرضها ، دونت الكرامة اساطيراً منذ فجر التاريخ أبجديةً وحضارةً ومهداً للإنسانية و خيمة للملهوف و موئلاً للأحرار ومدرسة لكظم الغيظ و حصناً لدفع الظلم، نثر الجمال روعته اخضرارا ،ً زنبقا ً، دحنونا ،ً زقزقهً ، تغريداً ، حفيفاً و خريراً ، قدوداً و ترويدة لمال الشام ، عباءةً صوفيه ينثرها المعري وابن عربي ، بحور الشعر يحمل صدرها الحمداني إلى عجزها في عشق القباني، وحياضاً يذود عنها سيفها المسلول خالد يرفع بيرقاً في ساح الوغى تقتفيه خيولٌ مطهمة من الغوطة والسويداء وحلب وحماه وكل بقاع الحبيبة.
لهفي عليك سـوريــــا ، يا قلب العروبة الذي ما زال رغم كل الأنواء نابضاً ، لهفي على ملاذٍ اسكن واطعم والبس وحضن وأغاث وحمى كل من جارت عليه أوطانه و الآن يلثم جرحه ولم يتنكر لجراح من عزت عليه بقاع الأرض ، حملنا ألمنا الأبدي في فلسطين ، وأعيانا الجرح النازف في العراق، و ها أنت يا حبيبة أنينك يمزقنا ، يدمي القلب فينا، ويقتل أحلامنا، وتحتشد خناجر وأنصال طواغيت الأرض على أوداجك وعلى بريق الحياة في بساتينك وزيتونك وربوتك، قامة الجزيرة وشموخ الريان وبياض المحالج وتلك القلعة الأبية في حلب تتسامى اختيالاً وفيها التاريخ يمكث يرقب الذوق و الشعر و التقنية و صخب الحياة في أسواق حلب العتيقة وحديقة غناء يهلل فيها شيخ الحديقة أبو فراس الحمداني بكل الأنظار القادمة من كل جهات الأرض.
وااكل الشرفاء في سـوريــــا الحبيبة ، واكل من ضحوا ذوداً عن حياضها ، واكل من مضوا مضي الخالدين ، واكل من بقوا بقاء السنديان ، ماذا أخبركم عن سـوريــــا ، عن تلك العروس ، ماذا حل بحلمها وطرحتها و فرحتها ، وانتظارها طويلاً للزفة الدمشقية ورنين الذهب في زنديها ودبكة شيخانيه ، ورقصة ستي و زغرودة ، أخبركم كيف اقتتل الإخوة على لثمها و عناقها ، فعانقها النعيق و الغربان ،الدم و القتل ، الدمار والقنابل و نحيب الشجر و الحجر يستغيث مردداً قول الشاعر: ( لا تقتل قلبي مرتين على الأثر)
الأحبة في سـوريــــا الحبيبة: باسم الله وباسم العروبة وباسم سـوريــــا الحضارة والمجد و التاريخ نناشدكم بالتوقف عن تدمير سـوريــــا وقتل سـوريــــا و أن ترموا السلاح بعد مضي حوالي السنتين وان تنتبهوا بعد كل ذلك بأنها سـوريــــا هي سـوريــــا ، هنا سوريا ، هنا المجد و التاريخ و العشق و العاصمة الأولى، هي الأم الحانية و الحضن الدافئ من وعثاء الرحيل، هي الباقية و كلكم ماضون ، هي سـوريــــا أمكم تناشدكم بعاطفة الأم و معاناة حملها ومخاضها وولادتها وسهرها و تسامحها: كفى قهراً وقهراً وقهراً ، تستحق هي بعد كل ذلك الجحيم والإرتكابات الشيطانية أن تعودوا و تفكروا فيها مرة واحدة قبل أن يأتي زمن لا ينفع فيه ندم ولا عض أصابع.
فلسطين دولة الحلم
29/11/2012
يحق للجماهير العربية أن تحتفي بقرار المجتمع الدولي بالاعتراف بدولة فلسطين كيفما كانت صيغة ذلك الاعتراف ؛ فلقد كانت مسيرة النضال التي عاشها الشعب الفلسطيني ولا زال مسيرة طويلة تخللها العديد من تناوب النجاحات و الإخفاقات ، لكنه الأمل لم تبدده الآلام و المستوطنات وجيش الدفاع و الموساد و الجدار العنصري و ظلام السجون وآلات القتل وكل المؤامرات ، هو محدد المعالم و التضاريس فهو قدر قادم بحتمية الحق وإرادة الخلق ومقدرة وعد ل الخالق
هذه فلسطين وهذه أرضنا وذلك عرضنا و تاريخنا و عشقنا فالقلوب فطرها الاحتلال خلف الأسلاك الشائكة ، الروابي و السهول و القدس الشريف ما زالت واقفة على الأفق ترسل عيونها ابتهالاً تنشد من كان طفلاً يدرج في مرابعها تنتظر عودته مارداً بذاكرته التي تجسدت أملاً بالعودة وتقرير المصير و إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني وعاصمتها القدس الشريف
ها هي احدى المفاصل الحتمية للنضال الفلسطيني : الدولة الفلسطينية بلحمها ودمها و حدودها و علمها و ترابها و نشيدها الوطني بدأت ملامح النصر و ملامح الحق تتبدى أكثر وضوحاً وهي قادمة رغم كل الصهاينة فرداً فرداً ورغم كل المكائد واحده اثر أخرى
ما أن صفقت الأمة لدولة فلسطين حتى انتصبت راية المجد راية فلسطين و صدحت الدنيا بالنشيد الوطني الفلسطيني و ارتال الشهداء تزحف نحو دولتها و ها هو هارون هاشم رشيد يبعث الأمل في كل استراحة محارب و في كل كبوة:
سنرجـع يومــاً إلى حيـنـا ونغرق في دافئات المنى
سنرجع مهما يمر الزمان وتنأى المسافات ما بينـنا
و أبو سلمى عبد الكريم الكرمي ينبئنا:
غـــــداً ســنعــود والأجيال تصــغي إلى وقع الخـطى عــند الإيـاب
نعـــــود مـــع العواصــف داويــات مـع البرق المقدس و الشـهـاب
مع الأمــــل المجنـــح والأغــــانــي مع النســــر المحلق والعقـاب
مع الفجر الضحوك على الصحاري نعود مع الصــباح على العباب
مع الرايـات داميـــة الحـــواشـــــي على وهج الأســــنة والحـراب
ونحــــن الــــثـائريــن بكـــل أرض ســـنصهر باللظى نير الرقـاب
تــذيـب الـــقـلـــب رنـــة كل قــيــد ويجرح في الجوانـــح كل ناب
أجل !.. سـتــعود آلاف الضـحـايــا ضحايــا الظلم تفتح كل بـــاب
وها هو سميح القاسم يؤكد
بنى المسيح على صخر كنيسته ودولتي أنا ابنيها على حجر
وعلى حجر تلو حجر يبني شعب الجبارين كما كان الختيار يجنح إلى التسمية يبنون دولة طيور الفينيق ، الآن أصبح حلمنا الجميل الذي طال انتظاره أكثر إشراقاً و أكثر وضوحاً و أكثر قرباً فمهما طال الزمان وبعد المكان لا بد أن غدنا لناظرنه قريب… وكل غدٍ لناظره قريب.
حوارنا حول أحداث سوريا
26حزيران 2011 وكالة أنباء أجبد اخباري
28حزيران 2011 ميثاق الأحرار العرب الدروز