Posted in العرب الدروز

محاكمة إسرائيلية جديدة

الرأي 7\1\2002

في أواسط شهر كانون الأول قررت النيابة العامة الإسرائيلية تقديم لائحة اتهام ضد سعيد نفاع النائب العربي في الكنيست الاسرائيلي عن قائمة حزب التجمع الوطني الديمقراطي بسبب زيارة قام بها نفاع الى سوريا عام 2007.

سعيد نفاع مناضل عربي فلسطيني داخل الخط الأخضر يناضل في سبيل الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في العودة وتقرير المصير واقامة الدولة الفلسطينية المستلقة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشريف ، ويناضل أيضا من خلال تأسيسه لميثاق المعروفين الأحرار في سبيل الغاء قانون التجنيد الإلزامي عن العرب الدروز في الداخل الفلسطيني الذي بموجبه يفرض على الدروز قسرا وبقوة القانون الخدمة في جيش الاحتلال او السجن.

ويناضل ايضا في سبيل ازالة الاضطهاد والذي تمارسه قوى الاحتلال ضد السكان العرب من خلال مصادرة الأراضي وسوء اوضاع المجالس المحلية رغم كل المحاولات الصهيونية اظهار العدالة في اتعامل الدول العبرية ما بين يهود وعرب.

ان كل امكانات الدعاية الصهيونية كانت مكرسة طوال العقود الماضية في سبيل دق الأسافين وزرع بذور الفتنة والتقسيم داخل الجسد العربي والفلسطيني الواحد فنجحت لفترة ليست بقصيرة بالاستفراد بالطائفة العربية الدرزية من خلال اظهار تميزهم عن بقية العرب الفلسطينين من خلال علاقة الحكومات الاسرائيلية معهم واظهار قانون الخدمة الالزامية على أساس أنه عنوان لعدالة معاملتهم المنصفة للعرب الدروز واليهود ،وللحقيقة نقول كان التقصير واضحا خلال العقود الماضية من طلائع القوى الوطنية العربية ووسائل الاعلام العربية في تعرية المؤامرات الغاشمة التي تحيكها الصهيونية ضد أبناء شعبنا الواحد وانتشرت على الساحة وبلا أي منازع مقولات الدعاية الصهيونية ورغباتها تميد الأرض طولا وعرضا تحاول ان تصوغ في ذلك رأيا عاما وكأنهى يتحدث عن حقائق وليس عن أكاذيب.

لقد بدأت وكما هو معروف مقاومة العرب الدروز في الداخل الفلسطيني منذ اللحظات الأولى لإقرار قانون التجنيد الإلزامي المفروض على العرب الدروز وبوسائل كفاحية مختلفة ،حيث نظمت العرائض الموقعة من قبل أكثر من 1500مواطن من ابناء الطائفة ،وكان أن تأسس حينها تنظيم الشباب الأحرار ومن ثم لجنة المبادرة العربية الدرزية فحركة المبادرة المستقلة وميثاق المعروفين الأحرار وهي الأطر الوطنية في الداخل الفلسطيني التي قدمت التضحيات من سجون ومطاردات وملاحقات ومحاربة بوسائل رزقهم في سبيل اسقاط القانون سيء الصيت.

منذ سنوات وقد شرع ميثاق المعروفين الأحرار بتأسيس لجنة التواصل القومي الذي أخذ ينظم خروج الوفود العربية إلى سوريا عبر الأردن في سبيل اقامة جسور التواصل بين أبناء القومية الواحد بعد القطيعة فرضتها ظروف الاحتلال الغاشم.

ان حديث الصهاينة عن مساع في سبيل الحل للقضية الفلسطينية في كل حين وامام اول اختبار فلا بناء المستوطنات خطوة في طريق السلام ولا بناء الجدار العنصري كذلك ولا الحصارات الانتقائية ولا سياسية هدم البيوت والاستيلاء على الأراضي والملاحقات ولا التفرقة العنصرية بين المجالس المحلية داخل الخط الأخضر ولا الإعتداءات على المقدسات العربية ، ولا الاعتقالات الدائمة ولا الأكاذيب والدس الرخيص والممارسات التي اتبعها النهج الصهيوني عبر العقود الماضية وحتى الآن ضد شعبنا الفلسطيني ،فكل تلك الممارسات هي غطرسة صهيونية وخطوات تصعيدية معبرة عن النوايا الغاشمة لدى الدولة العبرية ولا تعبر للحظة من قريب أو بعيد عن صدق توجهات شكل أو بآخر نحو درب السلام ولعل ملاحقة سعيد نفاع هي شاهد وقرينة أخير وليس آخر.

Share this:
Share this page via Email Share this page via Stumble Upon Share this page via Digg this Share this page via Facebook Share this page via Twitter