Posted in مقالات زائرة

هاشم القضاة: فرسان بني معروف

الرأي 9-12-2006

لا أدري أي شجى ذلك الذي هيجه في نسي رحيل منصور بن سلطان باشا الأطرش ،هذا العروبي الأبي الذي ظل طوال عمره يشرب من حوض أبيه ،حوض البطولة والحرية والثورة على المحتلين وهو الذي ما فتح عينيه على مدارج النور في عام خمسة وعشرين الا ليرى حشود قومه في الساحات وليصغي إلى أزيز الرصاص وحداء الثوار وزغاريد المعروفات اللواتي نزعن الحبر المقصب وتنمطقن بالدروع والبنادق ملء عيونهن التماع عمائم بني معروف ما بين مفارق الدجى وشمس الضحى وتدحرج رؤوس المحتلين الفرنسين في معارك “المزرعة” و”الكفر”و “المسيرفة” ولم يكن منصور ليسمى بهذا الاسم إلا لأن بطل الثورة السورية سلطان باشا الأطرش قد عاش النصر بكل جوارحه بعد أن أذاق المحتلين مرارة الذلة والخذلان ولسان حاله يقول:

والنصر ما النصر إن لم تصطرع بلظى ولم تخض بحياض المهمة العسر .

لقد خاض سلطان الأطرش المهامه العسيرات وعاش ابنه منصور ومات وصدره ممتلىء بمفاخر ابيه وظلت هذه المفاخر تعمل كبوصلة قومية تقوده على طريق الانتماء العروبي الصادق ، والانحياز الكامل لقضايا امته طوال حياته السياسية الحافلة بالمواقف الوطنية المشرفة .

أتحدث اليوم عن منصور الأطرش وعلي أن أعترف بأنني ما قصدت بهذه الكلمة أن أنثر حزني عن بعد باتجاه السويداء ، ولكنني وجدت في هذا الرحيل بوابة وجدانية عادت بي الى الثورة السورية نقية المنابع وصافية الجداول ،ايام كان الدم العربي لا ينزف الا في ساح الشرف ومن أجل الحرية ، وكان اللحم العربي محرما على السيوف العربية ، فذكرنا رحيل منصور بثورة ابيه التي استقطبت مشاعر كل العرب وفي طليعتهم ابناء الاردن الاوفياء الذين فتحوا قلوبهم قبل أن يفتحوا بوابات بيوتهم لبطل الثورة السورية ، ولأن الشجى يبعث الشجى لذل نشعر اليوم بالاسف وخيبة الامل ونحن نرى العرب يتقاتلون فيما بينهم مرة بالسيف ومرة بالقلم ، نشعر بالحزن ونحن نراهم وقد ذهبوا شيعاً وطوائف منحازة للغرباء ونسواان في ماضي قومهم القريب ثورات تحرر نقيات ، ثورات أمهن الثورة العربية الكبرى ، واحدى بناتها الوفيات ثورة سلطان باشا الاطرش والد منصور الذي فتح رحيله رتاج الولوج الى تلك الايام المخضبات بالمجد والبطولات ،بطولات بني معروف ،قوم اهلنا الاردنيين العابقة ديارهم بالشهامة والطيب في واحة الازرق ،بني معروف الشجعان الذين يقول فيهم الشاعر الدكتور فريد عقيل بملحمته الشعرية المسماة :”الثورة أو سلطان الأطرش”:

جحافل من بني معروف آخرها

قد صار أولها في لمحة البصر

انقضت كما الروع لا السياف منتظر

زخ الرصاص ولا الرامي بمنتظر

حتى اذا التحم الجمعان والتمعت

بيض العمائم في ظلماء معتكر

أيقنت أن الدجى قد شاب مفرقها

وان شمس الضحى جاءت مع السحر

الى أن يقول مخاطبا سلطان الاطرش :

اكمل بسيفك واتركه على سفر

تقتضي البطولات ان تبقى على سفر

Share this:
Share this page via Email Share this page via Stumble Upon Share this page via Digg this Share this page via Facebook Share this page via Twitter