Posted in مقالات وطنية

جريمة وصمود

الرأي 31-1-2009

ان الحرب على غزة كفصل من فصول الحرب المعلنة طوال قرن من الزمان على أحلامنا وأطفالنا وأرضنا وعرضنا قد اسدلت ستار نهاية مترددة لهذا الفصل كما انتهت فصول سابقة كجزء من سلسلة لم تنته يصعب حصرها لانها باتت بعدد احلامنا المتجددة وبعدد عيون اطفالنا التي ترقب اقمارها خلسة من تحت اكداس الخراب والدمار ومن خلف ونعيق وخوذيه ،رعب يجول في ازقتنا بين دموعنا وشدائنا وجراحنا .

نعم هذه الحرب المجنونة التي استعرت هذه المرة في غزة المكلومة بجراحها واحزانها على يد عصابات من المارقين يمارسون الحقد بسادية وامتياز فحتى المقابر لم تنج من براثن جراثمهم وكأنهم يخشون ان تطادهم جيوش ممن رجعت نفوسهم الى ربها راضية مرضية ، فلم يطمئنوا حتى اعادوا قتلها ثانية واعادوا صياغة الموت بعد الموت وهذه المرة بأشلاء تتطاير خارج قبورها وهكذا فلقد أجهزوا على كل شيء ، ولم يبق الا متراكم وموت متعاقب وانين …

ان عنصر الحياة بعد هذا المشهد في غزة يقتضي بداية حث الخطى في مسألة الدعم المادي واللوجستي لمواكبة معالجات الجرحى والمصابين ، واسكان المشردين واعادة اعمار غزة بمشروع سريع الانجاز لمدينة عربية منكوبة بزلزال وتسونامي لا أشد ولا أعتى.

ان الامة العربية لا بد ان تجتهد في التنظير للدروس والعبر التي هي ليست جديدية على تجاربنا  انما الجديد هو ضرورة العمل على التنظير لما يمكن الافادة منه في تطوير ادائنا وخطابنا ما بعد هذا متكئين على العديد من العناصر التي تلثم الجراح وتعيد ترتيب الملف السياسي للقضية مستفيدين من هذه التجربة التي تتميز عن العديد من سابقاتها من المجازر وذلك بشهادة العديد من المراقبين.

ليس عصيا على الخطاب الوطني والقومي ان يتفق على ورقة عمل تعيد النظر في العلاقات العربية الرسمية التي لم تكن اقل من المطلوب منها على مستوى الحدث وعلى مستوى نبض الشارع فحسب بل كانت دون مستوى نبض الشارع العالمي والمؤازرة الاممية التي لم تكن يوما بمثل هذا التصعيد والدعم والتضامن ، كما لا بد منالدراسة والمصارحة في حالة التردي التي بدت تجلياتها تظهر بشكل مقلق وغير مسبوق في كسر قاعدة التوحد والاتحاد المفترض كأولية مطلوبة في حضرة صوت المعركة والتغاضي عن كل ما يضعف من هذا الاداء ومحاربة اي من السجالات التي فيها تتضح ملامح الفرقة والاختلاف.

ان الموقف يقتضي السرعة في اعادة ترتيب اوراقنا في ملف موحد يعمل على صياغة متزنة تتخذ موقفا ديناميكيا فاعلا في طرح القضية ما بين احداثية موقعين هامين رسمتها الحالة في غزة وهما جريمة غزة النكراء من جانب ومن جانب آخر وبنفس الاتجاه صمود غزة الملحمي وصمود المقاومة الفلسطينية البطلة وتكريس ظهورها كرقم صعب على طاولة اية مفاوضات قادمة ،واستثمار كل هذه العناصر الرائدة التي تثبت يوما بعد يوم ونكبة اثر نكبة ولعلها اكثر وضوحا الان بأن السلم الإقليمي والعالمي لا يمكن ان يتحقق ولا يمكن لشعوب الارض أن تخوض معركتها المظفرة ضد الإرهاب إلا بمزيد من معالجة البؤر الساخنة بحل قضايا وأهمها في العالم وأكثرها تأثيراً في جدلية الحرب والسلم هي القضية الفلسطينية.

Share this:
Share this page via Email Share this page via Stumble Upon Share this page via Digg this Share this page via Facebook Share this page via Twitter
Posted in مقالات وطنية

هذه غزة

الرأي 19-1-2009

مجلة الطبيب البيطري 1-2009

هذه غزة لوحدها في الساح وقد دخلت ايامها الصعبة في نزال غير متكافئ مع واحدة من اقوى الات الدمار في العالم صابرة صامدة لم تنكسر.

ان اسرائيل لا تنفك تقطع اوصال كل المواثيق الدولية والحدود الانسانية في اي حرب تفتعلها وقد عرفناها كيانا طارئا منذ بداية القرن العشرين،عدتها العربدة والكذب وكل ابتكار حرام وغير شرعي من وسائل الدمار والاجرام والحقد الاسود ، واما التضحية فدائما عضو من الجسد العربي والفلسطيني الواحد واليوم هو عضد هذا المارد الفلسطيني غزة بسكونها وايمانها تمتشق عدتها من التاريخ والكرامة والعزة وعدالة القضية وارادتها بأن هذه الارض تستحق الصمود ، ان البقاء احق واولى من فراقها والرحيل الى اصقاع الدنيا رغم كل القصف والعذابات والجراح وشبح الموت الجماعي ودموع قوائم اليتامى والثكالى وقسوة الجوع والظمأ.

ولعل التنكيل والفسفور والعنقودبة والفراغية وكل ما استباحته واستباحتنا به الدول العبرية قابل للهزيمة على ارض غزة هذا ما اثبته الشعب الذي كان يصفه الرئيس الشهيد ياسر عرفات بشعب الجبارين.

غزة الجسورة باقية ما بقيت الحياة رغم الرياح والاعاصير والعواصف وكل الانواء ، وان ارتسم ساح الوغى فهي جامحة لن تبخل بالنزال خيولها مسرجة مطهمة ،سيوفها مشرعة حدها مجد وكرامه وصدور عزلاء مشرعة في وجه الغزاة ، واذا ما انطلقت رائحة الموت من قذائف القتلة ينطلق من الارض الطيبة الذبيحة غبار يتوثب من تحت اقدام البشر والخيل والحجر ، ينقض الوية ورايات نصر تلاحق فلولهم ، انهم ارادة التحدي والتصدي ،انها الرغبة في التضحية و  الصمود دون الحق والارض والعرض ، انها صرخات الاطفال القادمة منذ عقود الذين شبوا واشتد عودهم فاصبحوا جيلا لم ينس يوما حقدهم وجرائمهم منذ كفر قاسم وحتى غزة وما فارقهم يوما رجع الصوت القادم من بنغوريون وجولدامئير واشكول ودايان وترداد من اقتفى اثرهم من باراك وليفني وبيريز ، أما ان لهذا الشعب الذي قضى عقودا يرزح تحت ظلم الصهاينة الذي ما بعده ظلم ،مكبلا معتقلا معذبا ، فاقدا لحقه في العيش حرا في دولته وعلى ترابه الوطني ان يصبح مستقلا دون احتلال ولا استعمار؟!!!

غزة الحبيبة نستميحك عذرا فاننا نخشى ان يكون حراكنا بالصوت والكلمة وحتى بما يجود به اخوتكم وهي الحدود الدنيا من تقديم واجب من الاخوة على الاخوة، نخشى ان يكون كل هذا ترداد وتنظير ثقيل الظل لانه في الحقيقة كل فعل يتـأقزم امام صمود غزة وشهدائها وجراحاها وتضحياتها وآلامها.

وصبرا غزة ان التاريخ يرصد ويدون فعل الصمود والتضحية والمقاومة الذي اخترتموه دربا وخيار شرف وكرامة وحيدا وأحداً في سبيل انتزاع الحقوق المشروعة من عدو مجرب عبر سنوات الحرب وسنوات ما حول تسميتها بسنوات السلام, سيما وان سنوات حربهم هي من اجل احتلال ارضنا واستباحة عرضنا اما سنوات سلمهم فأيضا من اجل تكريس احتلالهم لارضنا واستباحة عرضنا، وفي حروبهم وسلمهم لم تكن روحية تعاملهم لتخرج عن اطار تقاليد كيان المغتصب الذي يسعى دوما لا للقضاء على المقاومة وانما للسعي قدما في انهاء القضية الفلسطينية في النهاية كبرنامج مرحلي للتمهيد الى البدء في المطالبة بتحقيق اطماعهم الاستراتيجية والفكرية والتي لم يستنكروها او يتنكروا لها يوما بل بقيت شبحا يلقي بظله ما بين الفرات والنيل.

Share this:
Share this page via Email Share this page via Stumble Upon Share this page via Digg this Share this page via Facebook Share this page via Twitter
Posted in نصوص ادبية

لنقطع ذاك السيف

الرأي 1-12-2009

لربما كتب في مسألة الوقت العديد من الكتاب بصورة او بأخرى ،لكن الحديث عنه لا ينتهي وأظن ان هناك ما زال لغير مساحة للجديد في الحديث عنه لا ينتهي وأظن أن هناك ما زال لغير مساحة للجديد في الحديث عن هذه المسألة الحيوية والتي لا بد في سبر أغوارها من استنباط لطاقة جديدة تكمن حيث المراوحة في مضيعة الوقت وهدره جزافا وبالمجان ، هذه الطاقة لو قدر لها لتدفقت بخيراتها حيث يكون الاستثمار الامثل للوقت على المستويين الوطني والقومي.

اما انا في هذه العجالة فأستعرض كم من الوقت الذي خسرناه نحن كأمة عبر الزمن وكيف يجب أن نعوضه لكي نلحق بركب التقدم التقني والاداء الجماعي في صياغة منظومة التطور الاقتصادي والسياسي والاجتماعي.

من زار دولة لا تنتسب الى العالم الثالث او سواها من الدول المتقدمة بعرف كم من التقصير الذي نقترفه ممارسة في بلادنا المتأخرة ففي حين ان الضبط دقيق في تلك الدول لان ساعات الدوام المفروضة في كل بقاع الارض هي ثمان ساعات الا في اسثناءات معينة.

وهذه الثماني ساعات هي مصروفة للعمل فقط فلا ضياع منها ولا هدر ، عمل متواصل لا يقطعه الا وقت محسوب بدقة لأجل الراحة ،لتناول القهوة أو الشاي والسجائر طبعا خارج مباني المؤسسة ، أما نحن في بلادنا فانتاجية الموظف لا تتعدى الساعتين من ثماني ساعات في معظم الوقت ، يأتي الموظف متأخرا ويقرأ الجريدة ويهاتف من يريد ويزور زملاءه الموظفين ويقطع من الوقت وقتا للصلاة التي لا تحتمل اكثر من خمس عشرة دقيقة فيقضي حوالي الساعة على ذلك وقبل انتهاء الدوام بنصف ساعة الى ساعة يستعد نفسيا وجسديا لرحلة الاياب فكل يوم تزداد الهوة ما بيننا وبين العالم الاخر فإذا حسبنا عدد العاملين في الوطن العربي وكم من الهدر في الوقت الذي أسقطناه من حسابنا منذ عقود ، نجد كم نحن في وضع خاسر وقد يكون للأبد استحالة تعويض تلك الخسائر لأنها تحتاج الى رقابة شديدة وعمل مضن يأخذ بالحسبان ليس فقط الاستقامة في دوام منضبط واسغلال بل ايضا تعويض ما فاتنا من استغلال وهدر للوقت باسم بيروقراطية قاتلة.

ان ممارساتنا اليومية نستطيع أن نحيلها مدرسة لصقل تجاربنا بالمزيد من الفرصة لتلك التجارب ، فلنجعل من الوقت قيمة نحترمها ونحسب لها كل الحسابات لان من قال بأن الوقت كالسيف ان لم تقطعه قطعك كان قد عرف قيمة الوقت من خلال احد تجلياته او عدد من تجلياته لان الوقت بكل تأكيد مهم في كافة الظروف فبكل وضوح امة تستحق الاحترام تلك التي تقيم وزنا لمواقيتها ومواعيدها وتلتزم بدقتها وبلا تردد نستطيع ان نقول ان تلك امة ناجحة منتصرة حضارية متطورة اكثر من اي امة تتعامل مع الوقت بلا مبالاة دون الشعور بمسؤولية ذلك وأهميته.

Share this:
Share this page via Email Share this page via Stumble Upon Share this page via Digg this Share this page via Facebook Share this page via Twitter
Posted in مقالات وطنية

شكرا..أهل غزة

الرأي 12-1-2009

في كل مجزرة تقترفها آلة الحرب الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني يثبت هذا الشعب البطل المبتلى منذ بداية القرن العشرين ، أنه بصدوره المشرعة العزلاء وبارادته التي لا تقهر وبايمانه بعدالة القضية الموثق بشهادة الله والحق والتاريخ والممارسة على الارض بأنه حقيقة؟ شعب جبارين.

تأتي المجزرة التي ترتكب هذه الأيام ضد شعبنا الفلسطيني في غزة بجرائم للعصابات الصهيونية وبوسائل تبتكرها بلا حدود إنسانية ولا ضميرية وليس لها خطوط خحمراء تمليها أيه قوانين الهية أو وضعية ، وليس لها أي حسيب ولا رقيب بما فيها كل مواثيق الدنيا ، ولم يكن ما يحصل في غزة حسب نواميس الذاكرة لينسينا القتل والتنكيل والقهر والقهر والتعذيب الذي ألفه الشعب الفلسطيني منذ مائة عام قبيه وكفر قاسم وبحر البقر وصبرا وشاتيلا وقانا وحرب تموز 2006وليس آخرا؟ ما يحل الان في غزة .

إن ما يلفت الانتباه الى جانب الصمود الاسطوري في غزة ضد الة الدمار الصهيونية هو ضعف فاعلية عنصر المبادرة الاسرائيلية والمفاجأة اذا ما قورنت بعنر المفاجأة المتنامي في أهل غزة مع مرور الايام بامكانات المود والذي تعهده الدولة العبرية متاعضدا مع الامكانات الصاروخية لدى المقاومة الفلسطينية والتي حتى الان لم تستطع ان تنال منها كل العملية العسكرية الاسرائيلية .

لقد أبلت شعوب الارض واحرار العالم بلاء؟ حسنا؟في التضامن مع الشعب الفلسطيني ضد جرائم الصهاينة في التظاهر والاجتماع واعلاء الصوت ضداسرائيل وامريكا وضد دموية البشعة وبرنامج ابادة الممنهج ضد الشعب العربي الفلسطيني وهنا لا بد ان نذكر بالكثير من الاعجاب والاحترام موقف فنزويلا ورئيسها المناضل الكبير هوغو شافيزبتضامنها ودعمها للسفير الاسرائيلي ولطاقم السفارة هناك.

ان الشعوب العربية وكما العهد بها وضمن الحد المتاح والممكن قامت ولم تزل تواكب الاحداث في غزة وتناغم معها ومع العذابات الفلسطينية هناك في محاولة منها للاسهام المتواضع في لثم الجراح من خلال وسائل متعددة تقدمها على استحياء انها ترى أن أهل غزة يقاومون في الجبهة المتقدمة نيابة عنا جميعا نحن الشعوب العربية في سبيل الكرامة العربية ونحن في الجبيهة الخلفية نشعر ان ما نقدمه هو ضئيل اذا ما قورن نضالهم واستشهادهم ودمار بيوتهم ونزف جراحهم.

فلنقف اجلالا لصمود أهل غزة ومقاومتهم وكل تضحياتهم ونقول شكرا أهل غزة.

ان هذه الاحداث هي من فصل من فصول التنكيل بالشعب العربي والفلسطيني وان ما هو قادم حتى بعدوقف اطلاق النار وحسب ايه تسوية تتم قد يكون اشد بلاء طالما وان الدولة العبرية لم تتخل قيد انملة ورغم كل معاهداتها عن سعيها الدائم لتطبيق مشروعها الصهيوني .

ولعل ما بدأ ومنذ فترة في الاطلال على لسان قادتهم من يهودية الدولة العبرية هو ما ينبأ بالعديد من التداعيات التي ستدأب اسرائيل في  دفعه في مقدمة اجندتها وهذا لا بد ان تدفع له ايضا بسيناريوهات متعددة تضمن امن اسرائيل وطموحاتها على أنقاض آمال الشعب الفلسطيني وأمانيه في العودة وتقرير المصير واقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشريف وهذا بكل تأكيد يقتضي المزيد من رص الصفوف واحياء الحوار الفلسطيني والابتعاد عن كل أسباب الفرقة والاختلاف وتعظيم ثوابت الشعب الفلسطيني والدفاع عن الوحدة الوطنية لان هذا الدرب الوحيد والاوحد الذي يحبط الى الابد كافة أشكال الاستقواء على هذا الشعب المناضل.

Share this:
Share this page via Email Share this page via Stumble Upon Share this page via Digg this Share this page via Facebook Share this page via Twitter