Posted in مقالات وطنية

كلمة ألقيت في خيمة عزاء سميح القاسم

بسم الله الرحمن الرحيم
الدكتور تيسير أبو عاصي
كلمة القيت في خيمة العزاء التي اقامتها بلدية الزرقاء بتاريخ 21/08/2014 يوم مواراة سميح القاسم التراب في الرامة:
السيدات و السادة الحضور الأكارم يا جماهير شعبنا الأبي.
نلتقي اليوم خاشعين في حضرة الموت لنودع فقيد العروبة، فقيد الأردن فقيد فلسطين قامة كرهت الموت في بلد بعيد، لكنها لم تخشاه لحظه فنقول:
سميح القاسم: علمتنا الإقدام في زمن الهزيمة، علمتنا كيف نعشق الأبجدية العربية ،و السماء العربية، و نفخر بالقامة العربيه، علمتنا كيف نرسم غصن الزيتون، و نرفع القبعة لكل أحرار الدنيا، أنت أيها الباقي، عشت منتصب القامه ، مضيت مرفوع الهامة، نشهد أنك كنت شجاعاً ، واجهت المرضين معاً ،الصهيونيه و السرطان، نشهد أنك انتصرت في كل المواجهات، فصوتك كان هو الأعلى ، و فكرك كان هو الأقدر، ضاقت عليك ضفاف الموت و عدو الشمس ، لكنك ابداً لم تساوم.
أيها الفقيد الكبير: يعز علينا رحيلك ، في زمن تتوق إليك ساحاتنا العربية، من فلسطين إلى سوريا الجريحة، إلى عراقنا النازف حتى المحيط ، تناديك فارساً مغواراً في غزة الصامدة الصابرة المنتصره، تذكرهم بأن لا تعدوا العشره و لا نعد العشرة ، تشد أزرها تحيي الحماسة فيها ، تردد خلفك:
تقدموا تقدموا
فكل سماء فوقكم جهنم
و كل أرض تحتكم جهنم
تقدمت ابواب جنين و نابلس
أتت نوافذُ القدس
لن تكسروا أعماقنا
لن تهزموا اشواقنا
نحن القضاء المبرم.
نتذكرك حين ترحل عيونُنا عبر خيوط سايكس بيكو الواهنة في مساحة الوطن الأكبر حين تقول:
للقدس صلباني و جلق شاهدي   و تهلل الفسطاط راح و جاؤوا
ودمي على الأردن ورد ذابل    فمتى يبل صدى ورودي الماء
عمـــان قابلتي و مهد طفولتي    ســــلط و حـــبل السرة الزرقاء
يا ابن الردى والشمس جرحك صيحة    و بحبر جرحك تكتب الأنباء
الشمس شمسك و العروس جميله     والعرس عرسك و الدم الحناء
عرفناك أيها المناضل الكبير مدافعاً صلباً عن الأرض و العرض و العروبة و حلم فلسطين ، عرفناك ثاقبَ النظره نهجُك و اضح المعالم ، لا تلتبس عليك الحقيقة، مهما ادلهمت العتمة، وتدافع المضللون ، لم تفقد الأمل للحظة في أحلك الظروف ، ثقتك بحتمية النصر لم تتزحزح،  تستمد عنفوانها من ثقتك بعدالة القضية، التي طَويتَ سنوات عمرِك دفاعا عنها و عن العروبة ، عن فلسطين ، عن حق العودة و تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني وعاصمتها القدس الشريف ، فكم رددت منشداً:
بنى المسيح على صخر كنيسته    ودولتي أنا أبنيها على حجر
فقيدنا الكبير: لقد نذرت سنيُ عمرِك العطرة في سبيل القضيه، و عملت مع كل المناضلين ، في كشف الأعيب الكيان العبري، منذ أن جثم على صدورنا و أحلامنا ، عملت مع كل الأحرار، على تأسيس لجنة البادرة العربية الدرزية، المناضلة في سبيل اسقاط مؤامرة الخدمة في جيش الاحتلال، الذي فُرض على الطائفة العربية الدرزية داخل الخط الأخضر
أما الزرقاء، فإنها لن تنسى ذاك العناقِ و اللقاءِ الحميمَ حين زرتنا عائدا إلى مسقط الرأس ، و لن تنسى شوقَك و توقَك وطرحَك لتفكير يؤسس لمبادرة الدينار من أهالي الزرقاء، تبعث الحياة في قصر شبيب التاريخي في حالة ثقافية مدروسه
ها أنت يا طائر الفينق تلتحق بنصفك الآخر ، تؤام الطفولة ، و الصبا و الكفاح و الحلم ، وقد ضقت ذرعا بفراقه و ما اعتدت فراقا عن فقيد الأمة الغائب الحاضر في ضميرها ووجدانها الشاعر الكبير محمود درويش ، الذي صرخ بوجه الانكسار و الموت، أن على الأرض ما يستحق الحياه ، هكذا يكتمل المشهد بعناق أبدي بعد أن أديتما الرسالةَ فلم يعد الحصان وحيداً ، و نحن بانتظار ارضنا المحررة، و سمائنا المحرره ،ودمائنا المحرره.
رحمك الله أيها الصديق الكبير، فقد عشت حاديا للثورة في كل البقاع ، وقد عرفَتك كل أحرار العالم مناضلاً و ملهما للنضال ضد الاستعمار بكل أشكاله، و مع كل قوى التحرر في نضالها ضد التفرقة العنصرية، و ضد الاستعمار، و التبعية و اشكال الاضطهاد ، و في سبيل تحقيق الحرية و الديمقراطية و تآخي الشعوب ، و تحقيق العدالة والسلام ، و احترامِ حقوق الانسان.
لقد دفعت الضريبة، في ملاحقتك و اعتقالك و محاربتك من ِقبل العدو الصهيوني ، و كافحت و عريت مشاريعه و أدواتة و دسائسة، و أسهمت بشعرك و نثرك و فكرك، في إعادة توجيه البوصلة باتجاه العدو المشترك، رغم كل المكائد و ماكنات التضليل.
ثمانون كتاباً ستبقى مكتبة وضاءة ، و منارة لتصحيح مسار النضال، ما استطعنا إلى ذلك سبيلا.
رحمك الله أيها المناضل الباقي و إن رحل
رحمك الله يا قيثارة فلسطين، و منارة الأمة

Share this:
Share this page via Email Share this page via Stumble Upon Share this page via Digg this Share this page via Facebook Share this page via Twitter
Posted in مقالات وطنية

قيثارة فلسطين والحرية والعدالة

نشرت في جريدة الرأي 2014/08/22 ، جريدة المجد 2014/08/25:
سميح القاسم: علمتنا الإقدام في زمن الهزيمة علمتنا كيف نعشق الأبجدية العربية و السماء العربية و نفخر بالقامة العربيه، علمتنا كيف نرسم غصن الزيتون و نرفع القبعة لكل أحرار الدنيا، أنت أيها الباقي عشت منتصب القامه و مضيت مرفوع الهامة، نشهد أنك كنت شجاعاً واجهت المرضين معاً العدو و السرطان، نشهد أنك انتصرت في كل المواجهات فصوتك كان هو الأعلى و فكرك كان هو الأقدر ضاقت عليك ضفاف الموت و عدو الشمس لكنك ابداً لم تساوم.
أيها الفقيد الكبير: يعز علينا رحيلك في زمن تتوق إليك، كل ساحاتنا العربية ، تناديك فارساً مغواراً في غزة الصامدة الصابرة المنتصره ، تشد أزرها تحيي الحماسة فيها و تردد خلفك تقدموا تقدموا ، فكل سماء فوقكم جهنم و كل أرض تحتكم جهنم، وتذكرهم بأن لا تعدوا العشره و لا نعد العشرة.
نتذكرك حين ترحل عيوننا عبر خيوط سايكس بيكو العنكبوتية في مساحة الوطن الأكبر
للقدس صلباني و جلق شاهدي   و تهلل الفسطاط راح و جاؤوا
ودمي على الأردن ورد ذابل    فمتى يبل صدى ورودي الماء
عمـــان قابلتي و مهد طفولتي    ســــلط و حـــبل السرة الزرقاء
و لطالما أنشدت في سوريا الحبيبة الجريحة بعدما وصلت إليها في نهاية القرن العشرين
ظمئ أنا يا شام   و أنت الكأس و الصهباء
عرفناك أيها المناضل الكبير مدافعاً صلباً عن الأرض و العرض و العروبة و حلم فلسطين ، عرفناك ثاقب النظره نهجك و اضح المعالم ، لا تلتبس عليك الحقيقة مهما ادلهمت العتمة وتدافع المضللون ، لم تفقد الأمل للحظة في أحلك الظروف ، ثقتك بحتمية النصر لم تتزحزح قيد انمله تستمد عنفوانها من ثقتك بعدالة القضية التي طويت سنوات عمرك دفاعا عنها و عن العروبة عن فلسطين عن حق العودة و تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني وعاصمتها القدس الشريف فكم رددت منشداً:
بنى المسيح على صخر كنيسته    ودولتي أنا أبنيها على حجر
رحمك الله أيها الصديق الكبير فقد عشت حاديا للثورة في كل بقاع الأرض ، وقد عرفتك كل أحرار العالم مناضلاً و ملهما للنضال ضد الاستعمار بكل أشكاله و مع كل قوى التحرر في العالم في نضالها ضد التفرقة العنصرية و ضد الاستعمار و التبعية و اشكال الاضطهاد و في سبيل تحقيق الحرية و الديمقراطية و تآخي الشعوب و تحقيق العدالة والسلام و احترامِ حقوق الانسان.
لقد دفعت الضريبة في ملاحقتك و اعتقالك و محاربتك من ِقبل العدو الصهيوني و كافحت و عريت مشاريعه و أدواتة و دسائسة و أسهمت بشعرك و نثرك و فكرك في إعادة توجيه البوصلة باتجاه العدو المشترك رغم كل المكائد و ماكنات التضليل.
ثمانون كتاباً ستبقى مكتبة وضاءة و منارة لتصحيح مسار النضال كلما استطعنا إلى ذلك سبيلا.
رحمك الله أيها المناضل الباقي و إن رحل
رحمك الله يا قيثارة فلسطين و منارة الأمة

Share this:
Share this page via Email Share this page via Stumble Upon Share this page via Digg this Share this page via Facebook Share this page via Twitter