Posted in العرب الدروز

دروز فلسطين شوكة ضد الاحتلال

الاردن 5\4\2004

ان الدعاية الصهيونية قد امعنت منذ قيام الدولة العبرية في اظهار الدروز بأنهم منسجمون مع سلطة الدولة هناك واذا اردنا التحدث بموضوعية عن الحملات الشرسة التي حاولت النيل من تاريخ الدروز وعروبتهم نقول ان تلك الحملات كانت من جبهات مختلفة :

أولا : الجبهة الاسرائيلية :والتي اتبعت كافة الاساليب والمؤامرات من خلال استغلالها لبعض القيادات التقليدية واستثمار ارادة الدروز الحازمة في البقاء على أرضهم ،فكانت ان استغلت اسرائيل عام 1956الزعامات التقليدية لدى الدروز حينها حيث جمعت 16 توقيعا الى جانب قانون التجنيد الالزامي في الجيش الاسرائيلي بالمقامل قام تنظيم الشباب الأحرار في حينها بجمع 1500توقيع ضد هذا القانون سيء الصيت ، ودابت اسرائيل تعامل الدروز على أساس انهم يتساوون مع اليهود بالواجبات واما الحقوق فيعاملون تماما كبقية الشعب العربي الواحد عرب الداخل الفلسطيني داخل الخط الاخضر الضريبة مضاعفة خلال سنوات القطيعة ، فلقد استطاعت الدولة العبرية وضمن سياسة التفريق ان تؤثر بدعاياتها المسمومة ،فتصور لدى البعض في الدول العربية بأن العرب الداخل روافد الدولة الهيونية وبنفس الوقت تنظر لهم دولة اسرائيل بأنهم جواسيس للدول العربية ، ولقد دأبت الدولة العبرية على تفعيل دور عملائها في الاوساط العربية من دروز وغير دروز في تحقيق ما تسعى اليه طريق مايلي :

أ. قانون التجنيد الالزامي الذي شمل ابناء الدروز اضافة الى بعض العشائر البدوية والشراكس والكاثوليك فبالاضافة الى ان عدد المجندين الدروز لا يتجاوز بضع مئات من الذين يجبرون بقوة القانون للذهاب الى الخدمة العسكرية ،فان قوائم المتطوعين في جيش الاحتلال اصبحت تشكل ظاهرة الاخطر ، ولا يشكل الدروز نسبة تذكربالنسبة للاوساط العربية الاخرى ، فرغم ذلك فان اسرائيل قد اسبغت على التواجد الدرزي في الخدمة في حرس الحدود تحديدا صفة الشراسة مع العرب الفلسطينين عن طريق ادعاء الجلادين الصهاينة بأن دروز.

ب.الاستيطان ومصادرة أكثر من 80% من اراضي القرى الدرزية في الجليل الاعلى والكرمل.

ج. محاربة توظيف المواقف الدينية والمذهبية الى شيء من المناكفات السياسية والقومية عن طريق ما اسمته بالقومية الدرزية وخلق يسمى بالتراث الدرزي.

ثانيا : جبهة يمثلها بعض الدروز الداخل الذين دأبوا بدافع العصبية الضيقة وبتفكير مشوه على تبرير أخطاء وارتباطات بعض القيادات الدرزية التقليدية المشبوهة ، وتجميل الظروف الحياتية القاسية التي يعيش في ظلها ابناء الدروز واظهارهم كأنهم ينعمون بهبات الدولة التي تمن بها عليهم متجاهلين نسبة الضرائب الهائلة المترتبة على المواطن هناك ،أن معاملتهم من قبل الدولة لا ترتقي الى مستوى تحقيق العدالة والشواهد على ذلك كثيرة.

ثالثاً:جبهة تقودها عقليتان احداهما مضللة بفتح اللام ، والاخرى مشبوهة بارتباطه هذه الجبهة كان لها دور كبير في نشر الشائعات التي روجت لها اسرائيل ضد الدروز دون البحث الجاد عن الظروف التي يعاني منها الدروز وغيرهم من عرب الاراضي المحتلة والمؤامرات التي ما انفكت تتوالى عليهم منذ ان كانت اسرائيل وقدرتها على الترغيب والترهيب في سبيل تكون قوائم من المأجورين في الاوساط العربية لخدمة اهدافها وضمن تكتيك المرسوم ، هذا بالاضافة الى تماديها في الكذب والدس والتزوير وخلق الشائعات ،فأثناء الانتفاضة الفلسطينية المباركة أجرى التلفزيون الروامني مقابلة مع سفيري اسرائيل وفلسطين على خلفية التقرير التلفزيوني الذي هز  مشاعر العالم حين عرض ممارسات لا انسانية من جنود الاحتلال حين قاموا بتكسير ايادي شبان فلسطينين مقيدين ، فكان تعليق السفير الاسرائيلي بأن الجنود اليهود حضاريون ولا يلجأون الى مثل هذه الاعمال وأما هؤلاء الجنود فهم دروز مما دعا السفير الفلسطيني انذاك حكم المعلوي الى تكذيب ذلك وتفنيده وابراز حقائق موثقة عن أسماء الجنود وارقامهم ووحداتهم وانهم حقيقة يهود وما هذه الا واحدة من العديد من محولات الدس وتزوير الحقائق.

ان واقع الدروز في فلسطين هو وضع مرير ضمن الاشكالية التي عملت على خلقها لهم الدولة العبرية منذ قيامها ، فرغم مصادرة الاراضي ورغم التعذيب والملاحقات ورغم الاجحاف في حقوقهم هم باقون على أرضهم واسرائيل تعي ذلك وهي لا تستطيع ان تخفى طموحاتها في تفريغ البلاد من سكانها فما هو الا تصريح للمتطرف “مائير كاهانا” مؤسس حركة “كاخ”العنرية عندما سئل عن انه هل يطالب بطرد الدروز بالرغم من خدمتهم العسكرية فرد قائلا بسخرية :نعم لكننا سنحرص على توفير حافلة مكيفة لهم.

لعل اول تنظيم للكفاح المسلح في فلسطين هو تنظيم ” الكف الاخضر ” الذي أسسه المناضل احمد طاقش من قرية بيت جن \الجليل ومعه سبعة وعشرون مناضلا من دروز فلسطين 1929ولعله ايضا نتيجة لامتداد الوعي القومي لدى الدروز فيما بعد وتنامي المشاعر الوطنية لديهم لدرء الخطر عنهم وعن تاريخهم ومكافحة المحاولات الصهيونية في اقتناصهم من الجسم العربي الواحد وبترهم عن تاريخهم وافقادهم تراثهم الذي لا يتجزأ عن التراث العربي الاسلامي ولمكافحة الخدمة العسكرية والاستيطان ومصادرة الاراضي ، ان تأسس تنظيم الشباب الاحرارعام1956كرد فعل لنظام الخدمة الالزامية التي سنها “بن غوريون ” عام 1956على الشباب الدروز ، لقد كان الوريث الشرعي لتنظيم الشباب الاحرار هو “لجنة البادرة الدرزية ” التي تأسست عام 1972، وفيما بعد تنظيمين آخرين هما حركة المبادرة العربية الدرزية المستقلة وميثاق المعروفين الاحرار والتي أهدافها جميعها تتلخص فيما يلي :

1.الغاء التجنيد الاجباري للشباب الدروز.

2.النضال ضد مصادرة الاراضي واعادة ما صودر.

3. النضال ضد تدخل الدولة العبرية في الشؤون الدينية.

4. النضال من أجل السلام العادل والشامل الذي يقوم على احقاق الحقوق الشرعية للشعب العربي الفلسطيني في العودة وتقرير المير وقيام دولته المستقلة على ترابه الوطني وعامتها القدس الشريف.

Share this:
Share this page via Email Share this page via Stumble Upon Share this page via Digg this Share this page via Facebook Share this page via Twitter