Posted in العرب الدروز

استراحة – حركة المبادرة المستقلة

الرأي 17 / 11 / 1999

في الاول من اب الماضي اعلن عن انطلاقة تنظيم وطني جديد في الاراضي المحتلة عام 1948م هو حركة المبادرة المستقلة , كتنظيم جاء ليكمل الدرب الكفاحي الذي بدأته لجنة المبادرة الدرزية منذ عام 1972 التي لعبت ومنذ تأسيسها دورا هاما بصلابة موقفها ونضالها العنيد في ابراز  الوجة الوطني والحقيقي لجماهير الدروز كجزء منالشعب العربي الفلسطيني الواحد , وتصديها للسياسة العنصرية للدولة العبرية ولمحاولات التفرقة والتفريق في نشر بواعث ثقافة فرق تسد الهادفة لضرب الوحدة الفلسطينية في دولة تنفرد في كل دول العالم بان الدين فيها قومية .

ان حركة المبادرة المستقلة التي هي جزء من الحركة الوطنية الفلسطينية قد لخصت اهدافها بذات الاهداف التي كانت تناضل من اجلها لجنة المبادرة الدرزية سلفها الحقيقي ، فهي تناضل من اجل :

1-  الغاء التجنيد الالزامي المفروض على الشباب الدروز بقوة القانون الاسرائيلي .

2-  ايقاف مصادرة الاراضي واعادة ما صودر منها .

3-  ايقاف تدخل السلطات الاسرائيلية في الشؤون الدينية.

4-  النضال من اجل السلام الشامل والعادل المتمثل بالانسحاب الكامل من كل الاراضي التي احتلتها اسرائيل منذ عام 1967 م وبعده وحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني في اقامة دولته المستقلة في الضفة والقطاع بقيادة منظمة التحرير وعاصمتها القدس الشريف .

ان الامة العربية قد تعرضت عبر تاريخها الطويل الى العديد من محاولات التجزية والالغاء والطمس , ولعل ما مارسته الدولة العبرية ضد امتنا وشعبنا العربي الفلسطيني بشكل خاص يشكل مساحة كبيرة من تلك المؤامرات , وان راية النضال التي رفعتها حركة المبادرة المستقلة تكملة للدرب الذي بدأه تنظيم الشباب الاحرار عام 1956 واطردته لجنة المبادرة الدرزية عام 1972, تقتضي المزيد من الوعي وتجسير اللحمة لخلق كل ما من شأنه ان يعمق من الوحدة الوطنية ويجذرها.

Share this:
Share this page via Email Share this page via Stumble Upon Share this page via Digg this Share this page via Facebook Share this page via Twitter
Posted in مقالات وطنية

روما تعتذر

المجد 15 / 11 / 1999

في الذكرى الثامنة والثمانين لاكبر عملية نفي تعرض لها الشعب الليبي ، حين قام الاستعمار الايطالي عام 1911م بعمليات النفي للكثير من المواطنين الليبيين الى الجزر الايطالية الذي صادف في 26 تشرين اول ، تحدث العقيد معمر القذافي في هذه المناسبة الاليمة عن استجابة تحالف غصن الزيتون في ايطاليا ( وهو الائتلاف اليساري الحاكم حاليا ) لمطلب ليبيا الشرعي المتكرر ، وذلك بتقديم اعتذار رسمي صريح للشعب الليبي عن سنوات الهيمنة الايطالية على مقدرات الشعب الليبي ووطنه وعن افعال التعذيب والسجن والتنكيل والقتل والتهجير والنفي ، وايضا الموافقة على تقديم التعويضات لليبيا عن الاضرار التي وقعت عليها من جراء كل ذلك.

لقد جاء الاعتذارالايطالي من ليبيا اعتذارا واضحا وصريحا. اعلنت فيه الحكومة الايطالية عن اسفها عن الالام التي سببتها سني الاستعمار، والتزام ايطاليا امام هيئة الامم والعالم بعدم القيام بأية محاولة لتكرار التجربة او القيام بأي عمل عدواني ضد ليبيا ، وعدم السماح باسغلال اراضي ايطاليا للقيام بأي عدوان كالذي حدث عام 1986 ، من قبل آلة الحرب الامريكية في احدى جولات الغطرسة ضد ليبيا .

كذلك فقد تعهدت الحكومة الايطالية بازالة اثار سنوات الهيمنة والابعاد والنفي والعمل على خلق اشكال من التعويض الصحي والثقافي والاقتصادي بما يتناسب مع الاضرار الواقعة وأشكالها .

ان المنطق وكل قوانين الارض تقضي بان المسيء او المخطئ مهما كانت اساءته او خطؤه ان كان يمثل فرداً او جماعة بغض النظر عن لونه او جنسه او دينه او قوميته ، تقع عليها عقوبة تقدر بحجم الاساءة او الخطيئة المرتكبة ، وبقدر يكفي لردعه وغيره عن تكرار الخطيئة ، وبنفس الوقت يكون مطالبا باصلاح الضرر الواقع معنويا او ماديا ان وجد.

فطالما ان الاستعمار التقليدي متهم.. فهل ادعى احد براءته وهل استنكرت تلك الدول الاستعمارية استعماريتها ؟ ام انها لم تعترف باساءاتها ، واكتفت باعتبار ان استعمارها للبلاد كان انتدابا لمنفعة تلك المناطق وسكانها ؟! وهل التناسي التاريخي لتلك البلاد المظلومة لحقها في المطالبة باعتذار من قبل الدول المستعمرة وحكوماتها المتعاقبة حتى يومنا هذا ، كان بسبب الاكتفاء برحيل الاستعمار بصورته التقليدية ، ومقابل ذلك تناست بشاعة الاستعمار الذي نكل بالبلاد والعباد ، واية بشاعة تلك التي سفكت وقتلت وشردت الملايين دون حساب او عقاب.

.. وبعد ، فهذه روما التي استعمرت ليبيا قبل عقود تعتذر من الشعب الليبي وعلى ضفاف صحوة كهذه وجنباتها يحق ان تتسرب الى ذاكرتنا الابية امجاد عتيدة ، ويحق ان يحضرنا انه :

إذا الشعب يوماً إراد الحياة

فلا بد ان يستجيب القدر

Share this:
Share this page via Email Share this page via Stumble Upon Share this page via Digg this Share this page via Facebook Share this page via Twitter
Posted in العرب الدروز

وجهة نظر – الخيانة لا تعرف الاصل والفصل

الرأي 8 / 11 / 1999

طالعتنا المحلية قبل ايام وبعض الصحف اليسارية بخبر مفاده ان ايوب كارا النائب الدرزي في الكنيست الصهيوني يصف العرب بانهم كذبة بالوراثة.

بادئ ذي بدء لا بد ان نعلن معا شجبنا لكل موقع من مواقع الخيانة ولكل من يسهم بالقول او العمل او الايحاء في الايقاع بالشأن الوطني والقومي مهما كان اصله وفصله ومذهبه ومعتقده ولونه وجنسه اظهر في الصحف ام لم يظهر ، لان المساس من قريب او بعيد بالموقف الوطني او العروبة الخالدة هو عمل خياني بحد ذاته دون النظر في هذه الحالة الى كون عضو الكنيست المذكور هو من قائمة حزب الليكود الصهيوني وهذا امر مستهجن آخر.

ان ما يستوقف القارئ والمطالع للصحف هو الاشارة الواضحة بان هذا النائب هو درزي ، وهذه الاشارة هي مكررة في صحفنا الاردنية غير مرة فطالما ان الهدف من هذا الخبر هو ايراد معلومة وتعرية كل من تسول له نفسه الانتقاص من شأن عروبتنا التي نعتز والاسهام في التقزيم من الشأن القومي العربي . لذلك يبرز السؤال الشرعي والقومية التعريف في هذا الخبر عن هذا المذكور بانه درزي؟

هذا الى جانب انه وبالرغم من ضرورة الكشف عن الممارسات التي تسيء للمأجورين والمارقين انفسهم قبل ان تسيء لقوميتنا العربية الا ان مثل هذا الخبر هو اقل من ان يشغل مساحة على ورقة صحيفة ولا يستحق ان يكون بداية لقضية مطروحة للنقاش، فمن تذكر لقوميته وجذره قد خرج من الصف ولا يملك حق المسير وبالتالي فالمسيء لا يستحق ان ينسب لا الى عروبة ولا الى مذهب وانما ينسب فقط الى اساءته .

ان اعداء الامة العربية متربصون في كل الاتجاهات ، يتوثبون بشكل دائم للانقضاض على امجاد الامة في غابر التاريخ ومقدراتها حاضرا ومستقبلا ، من هنا تأتي اهمية رص الصفوف ونبذ ايحاءات وايماءات الفرقة التي دأب الاستعمار بكل اشكاله: الكولونيالي والاستيطاني والحديث على خلق مفاهيم وتسريب مفردات الى تراثنا وثقافتنا تؤجج الطائفية والاقليمية وتخدم من خلالها مصالحها في شرذمة الصف العربي وتشظيته فكما ان الكلمة تقاتل كالبندقية ، فهي ذاتها قد تكون قاتلة كرصاصة تخدم روح المؤامرة .

Share this:
Share this page via Email Share this page via Stumble Upon Share this page via Digg this Share this page via Facebook Share this page via Twitter