Posted in مقالات محلية

افـــــــــق – الزرقاء.. ومهرجانا الثقافة والفنون

الرأي الاسبوعي 29 / 7 / 1998

ونحن في رحاب الصيف وبعد انتهاء مونديال 98 الذي اربك شتى البرامج لدى العديدين نستعد لاستقبال المهرجانات التي اعتادت محافظة الزرقاء على اقامتها سنويا والتي هي ايضا قد تأثرت هذا العام في موعدها بالمونديال ، حيث تأجلت بعض الايام ، ونقصد هنا مهرجان شبيب ومهرجان الازرق للثقافة والفنون حيث سيفتتح الاول في نهاية شهر آب والثاني اوائل شهر ايلول.

ان الزرقاء التي احتضنت عدة مؤسسات ثقافية وكان فيها العديد من المبدعين المعروفين الذين شرعوا اقلامهم يجوبون طول الوطن وعرضه ، يثرون بنتاجهم المسيرة الثقافية ، اعتاد الوطن ان يتلمسوا نبضه وسكناته ما بين اسطرهم على تململ كلماتهم ، هي ورشة شرعية لذلك العطاء وتلك الحصيلة ، وما عودة الألق الى قصر شبيب وقلعة الازرق فيها الا استحضار الفعل من مخزون الذاكرة والتمني في ان تشهد الحجارة العتيقة اختزالا للزمن لتحقيق التواصل ورفض الانقطاعات التاريخية والانسانية حتى يتسنى لها الاضافة والتطوير في الموروث الثقافي.

ان المهرجانات الثقافية والفنية تقوم عليها هيئات تطوعية باشراف ورعاية من المؤسسات الرسمية ، والاصل ان تعمل هذه الهيئات باجتهاد لاخراج عمل ناجح يبلور تصورها في احياء برامج تهدف الى خلق خطاب ثقافي وفني ذي مستوى مقبول وبنفس الوقت يعمل على استقطاب الجمهور واستنهاض تفاعله، وهنا تبرز ثمة اشكالية في ان الذوق العام يلتقي على مستوى معين تحكمه عوامل كثيرة ، فلربما بفعل الشعور بمسؤولية الارتقاء بذلك المستوى الى افق التطلعات يتكون الاحساس بضرورة التعامل بحذر في انتقاء الفعاليات التي تضمن حشدا جماهيريا بغض النظر عن قربها او بعدها عن خصوصية مثل تلك المهرجانات.

Share this:
Share this page via Email Share this page via Stumble Upon Share this page via Digg this Share this page via Facebook Share this page via Twitter
Posted in مقالات محلية

افق – التاريخ…والزرقاء

الرأي الاسبوعي 15 / 7 / 1998

بعض المؤرخين ذهبوا الى ان الزرقاء اسم يرجع الى كلمة اكادية معناها منطقة الماء لكثرة مياهها وينابيعها آنذاك, وان اول من أسسها هو القائد الاشوري (سرجون) في العصر الحديدي الثاني (918-334) ق.م.

ان التاريخ يرغب في ان يدون بصمات يرسلها من الايام الغابرة, حتى اذا استظلت حضارة في بقايا ظلال وداعبها نعاس باتت تلك البصمات على جسد الزرقاء تنطق من خلال نهوضها صامدة عبر الصحراء بزفراتها وحرها وقرها عن بقاء التاريخ مستوطنا هذه المدينة منذ ان كانت وحتى يومنا هذا , فلقد كان للزرقاء محطات على مر التاريخ بدءا من العصر الروماني والبيزنطي مرورا بالفتوحات الاسلامية وحتى العصر العثماني فالعصر الحديث الذي بدأ بانشاء الخط الحجازي عام 1902م.

ان ما يميز الحديث عن الزرقاء ان لها اسطرا في عمق التاريخ وما يميز الحديث عن البدايات في العصر الحديث لهذه المدينة في غرة هذا القرن هو ان البعض ممن عاصروا تلك البدايات مازالوا احياء بيننا ولعلها دعوة للافادة من ذاكرتهم التي تختزن برصانة اياما تستمد القها من سواعد البناة الذين حرثوا الصخر, طوعوه حتى اضحى ثورة على سكون الصحراء المطبق فتفجرت الحياة من جديد وانبعثت في الزرقاء ثانية, فاستيقظ التاريخ وامتشق وقفته يلج بها القرن العشرين باحتراف واقتدار.

ها هي الزرقاء اليوم ثاني مدن المملكة تزداد جمالا بامتدادها ونهضتها , تختزل التاريخ حينما  تدون ولادتها الحديثة تحخدثنا كيف استطاعت ان تكون مقرا للكادحين ومنطقة للمصانع كيف امتدت الحياة فيها بتسارع عز مثيلة لتلتئم اوصالها, بواديها واريافها كيف كانت موئلاً لاحرار الامة وكانت دائما جزءاً من هم الوطن واماله,ولعلنا نقرأ في الوثيقة التي ارسلها اهالي الزرقاء الى السلطات البريطانية عام 1919 ما يبرز هوية الزرقاء الوطنية التي تتجلى فيها روح الاستقلالية والديمقراطية حين طالب الشعب الحكومة البريطانية بان تقوم في الاقطار المحررة من الحكم التركي ( سوريا , فلسطين , العراق , الحجاز , اليمن , سواحل عمان ) حكومات عربية دستورية مستقلة ومجالس نيابية تسن لها القوانين والانظمة لادارة شؤونها.

هذه الزرقاء رغم ما تعاني من احتضار الماء في سيلها وتلاشي الظلال من تحت اشجار التوت والمشمش فيها وعلى جنباتها وبعض المنغصات البيئية تستحق اهتماما يرقى الى مكانتها .

Share this:
Share this page via Email Share this page via Stumble Upon Share this page via Digg this Share this page via Facebook Share this page via Twitter
Posted in مقالات وطنية

خوف ومونديال

المجد 13 / 7 / 1998

عندما تعصف الدنيا بصمت السكون, وتزحف الاعاصير على ما تقدم من العمر وعلى بقية ما تأخر , ويردد الليل نعيقا يتساقط من سراديب الحلكة, ويقرر الحزن ان يتجلى الف مرة في كل حين وحتى نهاية هذا القرن وموعدع مع القرن الجديد تعود الخيل الى مرابطها , وتنعتق في الازقة اشباح الخوف والوجل وفيما تبقى من الشجاعة وما تيسر من القوى العقلية , اعلن انني واحد ممن يتملكون الخوف اسكن به ويسكن بي , وهذا قدر ليس منه بد.

قد لا يروق حديثي للعديدين الا انني لم استطع ان اتمالك فرحي عندما تسرب الى مسامعي بان دورة المونديال التي اقامت الدنيا ولم تنزل لن تتكرر في هذا القرن ، وستكون يتيمة وما تبقى لها من انفاسه .

والسبب هو اننا نحن معشر الخائفين كلما احسسنا بمداهمة احدى دورات كرة القدم , نتمنى على الامة ان تقف حارسة لمرماها بكل يقظة وحذر , لكنها كرة القدم لعبة جماهيرية لها قدرة اسطورية على التحكم بوتيرة اداء الجماهير وتغييب أي اهتمام حتى وان كان يبلور امال الامة واحاسيسها .

نحن معشر الخائفين تجتاحنا في كل تظاهرة رياضية , موجة خوف جديدة , تقف عيوننا على حدود الدنيا ترقب خطرا قادما , وفي الملعب عيون تلهث وكرة تتسلل ناشدة عمق المرمى , في هذا العالم ونظامة الجديد ادواته ومفرداته , يكبر الخوف من حجم القرية الصغيرة الى حجم القرية الكبيرة المملوكة , نأترق في كل حين كلما نسمع تصاعد الاصوات والتصفيق لكرة عانقت صدر المرمى ام لم تستقر , تترقب حينئذ بخوف ووجل ان ينسل هدف لا نعرف ماهيته ولا حدوده , ولا من اين يأتي ولا على صدر من يرمي بثقلة . نصفق لاهداف الملعب ومهارات اللعب وحماس الحشد الذي ينتظم بوتيرة واحدة فينسجم الايقاع , تختال الكرة تنطلق ( كالمايسترو) كأن فيها حياة.

وعلى ذات الرتم تنسل اشباح الليل همسا، تزحف في لجة الحماس ورقصات اللاعبين وفرح الملاعب.

راودني هذا المقال اثناء متابعتي لاحدى مباريات المونديال وملاحظتي بأنني رغم عدم تعلقي يوما بكرة القدم الا انني لم استطع ان اكون منحازاً انحيازاً متصاعداً يستطيع ان يهبط الى درجة الخندقة والتعصب.

Share this:
Share this page via Email Share this page via Stumble Upon Share this page via Digg this Share this page via Facebook Share this page via Twitter
Posted in مقالات وطنية

وجهة نظر – الوحدة الوطنية ارضية للحوار وليست مادة له – وجهة نظر

الرأي 8 / 7 / 1998

بالقدر الذي ما زالت الامة العربية تشعر به من تكبيل لحرياتها وغياب الديمقراطية وتعطشها لها رحبت بتجليات ديمقراطية حملتها لنا حوارات بعض الفضائيات العربية .

ان تبني الحوارات الديمقراطية من قبل بعض محطات التلفزة هو توجه يتناسب واحتياجات الامة الى امتلاك المعلومة , وبنفس الوقت الاخذ بيدها الى رحاب تقاليد الديمقراطية والتعددية , وبالتالي تلمس الحقيقة من موقع المدرك المتفحص , ولعلها دعوة من هنا للتلفزيون الاردني لمواكبة هذا التزاحم بالبرامج في المحطات الفضائية التي تتسابق بكميتها ونوعيتها للوصول الى اقطاب الدنيا ، ونحن جزء من هذا العالم الصغير .

وايضا لعل عالمنا العربي بشكل عام والاردن بشكل خاص معني بأن يحرص ان لا يتخلف عن الركب وادوات العصر في البحث عن المعلومة ونقلها الى المشاهد ايا كان تواجده, فليس هناك خوف من معلومة تتحدث عن سلبيات موجودة , ولن يستطيع احد المساس في منعة الوطن او النيل من شأن الامة لمجرد كون مادة الحوار في احدى الندوات التلفزيونية هي احد المواضيع الخلافية, فلا ضير من علنية الحوار حتى وان اختلفت فيه الاراء وتباينت, فان يكون الحوار علنيا فوق الارض اجدى من الهمس الذي يتخخله غمز ولمز وتفاقم في المواقف التي تخلف اجواء غير صحية وتقود الى استنتاجات قد لا تكون دقيقة.

ان مخاطبة العصر بادوات العصر ومفرداته ولغتة هو من الاهمية, بمكان حتى يتسنى لنا ان نكون جزء من حوار عريض لا تستفرد به جهة او مطامع توجه ما, فرغم بعض المحاولات لطرح برامج حوارية على الشاشة الاردنية الا انه لو كانت تقاليد الحوار راسخة لدينا وخاصة على محطتنا الفضائية لكان الاولى ان يكون الحوار في قضايانا الوطنية على شاشتنا وليس على الفضائيات المختلفة فنحن اقدر على تناول كل قضايانا العامة بمسؤولية على ارضية شرف الوحدة الوطنية وحرمة المساس بها او التعرض لها نصا او روحا ,هذه الوحدة التي صاغها التاريخ ونطقت بها آلام الشعب الواحد وآماله, فليس مقبولا ان ينحدر الحوار الذي فقد مقوماته ما بين الاستاذ عريب الرنتاوي ود. احمد عويدي العبادي الى وضع الوحدة الوطنية على مشرحة مباضعها متشنجة لا تستطيع الالتزام بحكمة عدم الانحدار الى ما يسئ الى الوحدة المقدسة التي لا يجوز لأي ديمقراطية ان تتجاوزها .

قد يستطيع التلفزيون الاردني ان يطرح من خلال برامج حوارية بعيدا عن أي رمز من رموز التعصب كل ما تم طرحة على تلفزيون الجزيرة من مواضيع لدراستها بهدوء من خلال الرأي والرأي الاخر دون انفعال قاتل كما حدث في برنامج الجزيرة من اسقاط اراء فردية وردود فعل تعصبية على تاريخ الامة ومستقبلها.

نذكر بما لا يمكن نسيانه بان العشيرة بل الاسرة الواحدة تتعرض لخلافات داخلية مبنية على تصورات ذاتية اتجاه بقية افراد العشيرة او الاسرة , الا ان ذلك مهما كان حجمه لا يمكن ان يكون مقبولا ان ينسلخ احد من ذلك التكوين الاجتماعي ويفجر تلك العشيرة او الاسرة من داخلها .

لا نريد ان نشكك فنحن لا نستهجن ما آل اليه الحوار في ذلك البرنامج الذي كان غنيا بالاساءات الفاعلة والمنفعلة للوحدة الوطنية .

وايضا لا نستهجن بل نتساءل: هل كان القائمون على هذا البرنامج يتوقعون هذا الحوار بمقوماته على غير هذه الصورة المتشنجة ام هم يدركون ذلك؟!

نتسائل ونعود لنؤكد بان الشعب الاردني الواحد بكل عناصر تكوينه يدرك ويعرف كيف يصون وحدته ويحميها من اصحاب النظرات الضيقة التي بشكل او باخر يخدمون مكائد اعداء الامة التي تهدف الى تجزئة الجسد العربي الواحد من خلال تفتيت وحدته الداخلية وزعزة الايمان بها.

Share this:
Share this page via Email Share this page via Stumble Upon Share this page via Digg this Share this page via Facebook Share this page via Twitter