Posted in مقالات وطنية

حوارنا حول أحداث سوريا

26حزيران 2011  وكالة أنباء أجبد اخباري

28حزيران 2011  ميثاق الأحرار العرب الدروز


مازالت تداعيات الجدل بين النقابات المهنية حول معرض الصور ( سوريا دماء نازفة) والذي أقامته نقابة المهندسين الزراعيين مؤخراً قائماً ومن ضمن هذه التداعيات  المقابلة الحوارية التي أقيمت على محطة جوسات  الفضائية.

بداية نترحم على دماء الشهداء الذين لم يسقطوا بل ارتقوا أحياءً عند ربهم يرزقون   نتيجة أحداث مؤسفة ألمت بنا أقضت مضاجعنا وأصابت منا القلب والقلب سوريا ، نترحم عليهم وعلى شهداء الأمة العربية جمعاء.

لا شك أن ما يجري في سوريا من أحداث مؤلمة هو مؤسف للغاية  ولعل الأكثر إيلاما وما يزيدنا أساً وحزناً هو ذاك الدم الغالي الذي أريق خلال الثلاثة أشهر المنصرمة . وكيف لا نحزن وقد أدمانا الحدث ليس بفعل المشاعر القومية فحسب ولكن أيضاً  بفعل التداخل غير المسبوق بين الشعبين الأردني والسوري فمن منا ليس له قريب من درجات مختلفة  أو صديق أو نسيب أو ذكرى أو نظرة سافرت ذات يوم تبحث عن مجد وعزة وكرامة وتاريخ وعلم وحضارة .

رغم كل جسامة الحدث وكل المشاعر الجياشة اتجاه ذلك الحدث إلا أن ذلك يجب ألا يفقدنا بوصلة الحقيقة في أن التعامل مع هذا الحدث على جسامته إنما هو يجري في دولة شقيقة لها سيادتها وهي قادرة على أن تخرج من أزمتها وافرة العزة أكثر قوة تتجسد لوحة مشرقة تطوي الأيام الثقيلة وتخرج من المحنة أكثر جسارة على ولوج المستقبل بمنعة ومناعة مقتدره.

استوعب تماما في أن نتحاور ونتفق ونختلف في قضايا داخلية تخص الوطن أو في جزئية حول القضية الفلسطينية القضية المركزية للأمة العربية ولكن أن نختلف حول قضية داخلية سورية وننقسم إلى فريقين نقوّل بعضنا ما لم نقله ويقودنا الحوار إلى منزلقات غير حقيقية فالكل وليست جهة دون أخرى يستنكر إراقة الدماء والكل يدين العنف وليس المطلوب أن نختلف ونتغالب في سبيل خلق رأي عام في هذا الشأن . مع وعينا تماماً وقناعتنا بان سوريا دولة حساسة في موقعها الجغرافي والسياسي وان الشريان والعصب الذين يتخللان الجسد السوري يمتدان طولاً وعرضاً في عمق الشرق العربي تحديداً والمنطقة بشكل عام والأحداث في سوريا والطامعين في سوريا يتربصون شراً ليس بسوريا فحسب ولكن بالمنطقة وبأي ممانعة لرسم شرق أوسط جديد وأية مشاريع استعماريه وعلى رأسها المشروع الصهيوني.

احترام السياسة الخارجية السورية نقطة التقاء لدى غالبية الطيف السياسي الأردني أن لم يكن جميعه وأما السياسة الداخلية فهي في حالة عصف داخلي سوري وحراك سيتمخض عن غد أجمل وأما نحن فأواصرنا مع الأهل في سوريا هي أواصر عتيدة ووجداننا متماهٍ إلى حد بعيد لكننا نثق بقدرة سوريا في تخطي ألازمة وعلينا نحن أن نعظم من شان أي مبادرة أو تسوية حقيقية مرضية  مرتقبة وأن ننطق بأي كلمة طيبة ممكنة تسهم في إيجاد مخرج وان ندعو بان تستقر البلاد وتهدأ نفوس العباد.

Share this:
Share this page via Email Share this page via Stumble Upon Share this page via Digg this Share this page via Facebook Share this page via Twitter