Posted in مقالات وطنية

مجرد رأي – كفّ سيهزم المخرز

الرأي 28 / 10 / 2000

فليجتهد المجتهدون وليحلل المحللون ما يشاؤون وكما يشاءون في ان باراك في ازمة بريد ان يخرج منها قويا منتصرا والوسيلة ان تكون هناك حكومة ائتلاف مع الليكود بقيادة شارون ليستعيد به جبروت الحكومة وبقاءها وان انتخابات الرئاسة الامريكية قريبة واسرائيل تتقن انتقاء أي تصعيد افتعاله وتوقيته بحيث تستطيع ان تحصد وتبتز المزيد من المواقف المطلقة والمؤيدة من امريكا ، فالرئاسة الامريكية والتنافس عليها بحكم ثقل اللوبي الصهيوني المؤثر في الولايات المتحدة يخضع التنافس عليها الى مدى الدعم الذي يقدمه المرشح من وعود تستحق فور تسلم المهام الرئاسية ولعل ظروف فلسطين كما هي اليوم هي الاجدى لمصلحة اسرائيل في حصاد ما تشاء من امريكا ، وان احتياج بارك لافتعال ازمة لها علاقة بطمعه في المزيد من تنازل المفاوض العربي وذلك بتوجيه ضربة موجعة للشعب الفلسطيني في فصل جديد متكرر من فصول القتل والتنكيل والقهر والغطرسة.

فلنترك المجتهدين والمحللين وشأنهم وحقهم فيما يذهبون اليه ولنقل ان ما قد رأينا هو افتعال قذر لتحدي المشاعر الاسلامية والعربية مما يفضي بما لا يدع مجالا للشك بان البداية قد كانت بارادة صهيونية على يد السفاح شارون لكن تداعيات هذه الجريمة البشعة ضد مقدساتنا وتفاعلاتها من انطلاق انتفاضة شعبنا العربي الفلسطيني الباسلة هي جحيم تحت اقدام الغزاة فوق رؤوسهم واحلامهم ، تقلب وسائدهم وتفضح ليلهم وتكشف كل عوراتهم ، وتعيد للشعب بهاءه وللشارع القه وللحق حضورة ، تنبئ الدنيا بانها انتفاضة اثر انتفاضة كبرت وامتدت من امجاد التاريخ الى حدود المدى ، انها ليست انتفاضة وحسب بل ثورة حقيقية لا يمتلك امكانية لجمها كل الغزاة ومن يشد على ايديهم.

فاذا كان الشعب الفلسطيني اليوم يستمر في تقديم التضحيات نيابة عن كل الامة العربية فالمطلوب من الموقف الرسمي والشعبي العمل على دفع كل ما من شأنه تعظيم ودفع هذه الثورة الى اقصى مداها والابتعاد عن كل ما من شأنه ان يضعف من وتيرتها وزخمها .

لقد كان الوطن العربي يحكم اتفاقية سايكس بيكو مستعمر ( بفتح الميم) وعندما هبت الشعوب العربية تدافع عن ارضها وعرضها تناضل كي تتحرر وتطرد المستعمر حينها كانت الاصوات تتباكى على هؤلاء الثوار باسم المنطق والحكمة والواقعية .. تناشدهم وتسدي لهم النصائح فالكف لا يقاوم المخرز واليد التي لا تستطيع ان تعضها مثلها والعين لا تعلو على الحاجب … هذا ما كان يردد والتاريخ يعيد نفسه ، سنسمع من جديد لكنها ثورة الشعب التي باقتدارها ستعلو على الحاجب وستقاوم المخرز … ستسحق ايادي الصهاينة وفلولهم فالثورة لا تقوم الا على اجساد الشهداء وجراح المناضلين ، فثورة الشعب ضد المستعمر في سوريا والجزائر .. لم تكن لترفع رايات انتصارات لولا قوافل الشهداء والجرحى ولا اخالها كانت سوى بندقية تقاوم الطائرات والدبابات لكن الشعوب كانت مسلحة بالارادة والايمان بحتمية النصر.

اما انت ايها الشعب الفلسطيني فلك المجد ، والخلود لشهدائنا الابرار والنصر لقضيتنا لا بد قريب ولو كره الكارهون.

Share this:
Share this page via Email Share this page via Stumble Upon Share this page via Digg this Share this page via Facebook Share this page via Twitter