Posted in مقالات وطنية

في ظل السلام

المجد 23/11/1998

لا اريد ان يصنف مقالي هذا حسب التصنيف التقليدي الذي لا يخضع الا لصيغة الداعم او المعارض لمسألة التطبيع برتم من القوالب الجاهزة ، بل ارغد في ان ابتعد به عن افتعال أي مناكمة او تشنج تفرضهما انواء السياسة الى حيث خندقي الخاص الذي احتفظ به لاسرتي واحلامي وتاريخي ووطني.

في ذات الحين ليس في وسع مقال في مساحة محسوبة ان يدلي برؤية متكاملة حول قضية تستحق الدراسة والتحليل ، لكن الفكرة تحاول الانفلات من قيدها ، لما نرقبه في هذه المرحلة من خطورة تسلل التبشير الصهيوني ومارب الدولة العبرية التي تبتغي النيل من فكرنا القومي وترابنا الوطني بادوات قد لا نستطيع رصدها.

ما اشبه اليوم ببدايات القضية الفلسطينية ، حيث الاطماع الصهيوني التي لم تتغير قيد انملة وان تعددت اساليبها وتكتيكها ، فان كان السلام هو مبتغى شعوب المنطقة ، فانه ينظر اسرائيل استراحة المحارب ، التي تستطيع فيها ان تمتلك ناصية مفرداتها وادواتها ، وتستثمرها بحكم مالها واعلامها واعوانها ، وبمراوحتنا نحن الامة العربية ، وان تروج لحاضرها ومستقبلها وحقها في الاستيطان والتوسع الى ان تبلغ حدود دولتها المنشودة.

لا نريد الحديث عن العنجهيه الاسرائيلية التي تتكرر كل يوم وليس اخرها تعنتات نتنياهو قبل واي بلانتيشن وبعده . كما اننا لا نريد الحديث عن الموقف الشعبي العام المتمثل في مقاومة التطبيع ، لكننا نريد التعبير عن توجسنا الذي يتجسد ببساطة في ان اسرائيل لم تتأهل بعد لان يصبح مواطنها ضيفا بلا قيود ولا حدود يقيم ويزور ويلتقي ويتحدث ويسوح.. وبنفس الوقت الذي نقدر فيه لاهلنا في الاراضي العربية المحتلة صمودهم ومواقفهم المشرفة لا نريد ان يتسلل الى بسطائنا ممن يندس بين القادمين من عرب 1948 من بعض المأجورين ، كونهم الاقدر على الانخراط بين صفوف شعبنا ، ان هذا يستدعي المزيد من الحرص والوعي المشترك والمسؤولية المشتركة التي تقع علينا وعلى اهلنا من عرب 1948 ، وحتى لا تتحقق نبوة خوفنا المشروع ، فمن يستطيع ان ينفي ان التأمرية الصهيونية التي اعتدنا عليها ، تحاول فرض فعل التطبيع على الشعب الذي ينبغي عندما يشعر باستقرار حاضره ومستقبله ان ينطلق فيكون هو المبدع لفعل التطبيع ؟ ان ما يستدعي ايتنفار المزيد من الوعي هو ان تأمر الدولة العبرية على المنطقة لم ينته ، فهي لم تتخل للحظة عن مشروعها الصهيوني القديم الحديث ، وهي تتوئب للانقضاض في سبيل تحقيق مخططها التوسعي، ولكن هذه المرة ليس بحروب عسكرية وتصعيد مشاعر العداء ، وانما في ظل هوامش السلام واجوانه.

المجد 23/11/1998
لا اريد ان يصنف مقالي هذا حسب التصنيف التقليدي الذي لا يخضع الا لصيغة الداعم او المعارض لمسألة التطبيع برتم من القوالب الجاهزة ، بل ارغد في ان ابتعد به عن افتعال أي مناكمة او تشنج تفرضهما انواء السياسة الى حيث خندقي الخاص الذي احتفظ به لاسرتي واحلامي وتاريخي ووطني.
في ذات الحين ليس في وسع مقال في مساحة محسوبة ان يدلي برؤية متكاملة حول قضية تستحق الدراسة والتحليل ، لكن الفكرة تحاول الانفلات من قيدها ، لما نرقبه في هذه المرحلة من خطورة تسلل التبشير الصهيوني ومارب الدولة العبرية التي تبتغي النيل من فكرنا القومي وترابنا الوطني بادوات قد لا نستطيع رصدها.
ما اشبه اليوم ببدايات القضية الفلسطينية ، حيث الاطماع الصهيوني التي لم تتغير قيد انملة وان تعددت اساليبها وتكتيكها ، فان كان السلام هو مبتغى شعوب المنطقة ، فانه ينظر اسرائيل استراحة المحارب ، التي تستطيع فيها ان تمتلك ناصية مفرداتها وادواتها ، وتستثمرها بحكم مالها واعلامها واعوانها ، وبمراوحتنا نحن الامة العربية ، وان تروج لحاضرها ومستقبلها وحقها في الاستيطان والتوسع الى ان تبلغ حدود دولتها المنشودة.
لا نريد الحديث عن العنجهيه الاسرائيلية التي تتكرر كل يوم وليس اخرها تعنتات نتنياهو قبل واي بلانتيشن وبعده . كما اننا لا نريد الحديث عن الموقف الشعبي العام المتمثل في مقاومة التطبيع ، لكننا نريد التعبير عن توجسنا الذي يتجسد ببساطة في ان اسرائيل لم تتأهل بعد لان يصبح مواطنها ضيفا بلا قيود ولا حدود يقيم ويزور ويلتقي ويتحدث ويسوح.. وبنفس الوقت الذي نقدر فيه لاهلنا في الاراضي العربية المحتلة صمودهم ومواقفهم المشرفة لا نريد ان يتسلل الى بسطائنا ممن يندس بين القادمين من عرب 1948 من بعض المأجورين ، كونهم الاقدر على الانخراط بين صفوف شعبنا ، ان هذا يستدعي المزيد من الحرص والوعي المشترك والمسؤولية المشتركة التي تقع علينا وعلى اهلنا من عرب 1948 ، وحتى لا تتحقق نبوة خوفنا المشروع ، فمن يستطيع ان ينفي ان التأمرية الصهيونية التي اعتدنا عليها ، تحاول فرض فعل التطبيع على الشعب الذي ينبغي عندما يشعر باستقرار حاضره ومستقبله ان ينطلق فيكون هو المبدع لفعل التطبيع ؟ ان ما يستدعي ايتنفار المزيد من الوعي هو ان تأمر الدولة العبرية على المنطقة لم ينته ، فهي لم تتخل للحظة عن مشروعها الصهيوني القديم الحديث ، وهي تتوئب للانقضاض في سبيل تحقيق مخططها التوسعي، ولكن هذه المرة ليس بحروب عسكرية وتصعيد مشاعر العداء ، وانما في ظل هوامش السلام واجوانه.

Share this:
Share this page via Email Share this page via Stumble Upon Share this page via Digg this Share this page via Facebook Share this page via Twitter