Posted in العرب الدروز

العرب الدروز والحركة الوطنية الفلسطينية

الرأي 23\9\2009

منذ بداية القرن الماضي بدأت الحركة الصهيونية تحط  رحال مشروعها الغاشم على أرض فلسطين وعلى امال الشعب افلسطيني وطموحاته.

ومنذ ذلك الوقت بدأت الماكينة الاستيطانية تستثمر كافة العوامل التي تدعم مشروع بناء الدولة العبرية بمشروعها وبفكرها وضمن التناقص القائم ما بينها وبين السياق التاريخي والجغرافي والقومي ،فاستباح ذلك المشروع الصهيوني كل ما تيسر من أدوات وأساليب مباحة وغير مباحة لكي تنهك من مقدرة الممانعة وبالتالي تلغي كليا فعل المقاومة الجماهيرة المطلقة بخلق أجواء التفرقة والتأسس لتلك الأجواء من حيث القوانين والإستقطاب والدسائس ونشر الأكاذيب عبر وسائل الإعلام وبث سموم التفريق والتشكيك والتحريض والشحن المذهبي والإقليمي والطائفي وكل ذلك من أجل إضعاف الإصطفاف العربي ضد مشروع الدولة.

من ضمن ما بدأت تشرع له الدعاية الصهيونية هو ما قد تعرض له أبناء العرب الدروز داخل الخط الأخضر من محاولات تشويه وتشكيك يمس تاريخهم وعروبتهم .فكان العديد من المؤامرات التي حبكت وأهمها قانون الخدمة الإلزامية في الجيش الإسرائيلي التي فرضت على الطائفة الدرزية في فلسطين والذي تم التحديث عنه في أكثر من موقع ومقال وندوة وعن إخفاق الدولة العبرية بعد أكثر من ستين عاماً من الاحتلال في تمرير مآربها من مثل هذا القانون سيء الصيت . وذلك لأن عروبة الطائفة الدرزية وتاريخها وواقعها كجزء من الأمة العربية كل ذلك عصي على كل اعداء الأمة أن تنال منه وبالتالي وبعد العقود الستة من الاحتلال والتهويد يقف الجسد العربي الفلسطيني وخاصة داخل الخط الأخضر (48)واحدا وقد رمم ولملم اطرافه واقول داخل الخط الأخضر لأن أبشع الدعايات حبكت على أن تكون أدواتها هناك ، فنجد هذه الأيام وأكثر من أي وقت مضى أن السياسة الإسرائيلية قد ضاقت ذرعا من فشل محاولاتها لتجزئة الصف العربي بإجتزاء مكوناته الإجتماعية من دروز وشراكسة وكاثوليك وبدو …الخ لذلك نجد الطرح الذي يمارس بقوة من قبل الصهاينة هو يهودية الدولة العبرية والترانسفير لكل عرب 1948وتصدر الطروحات التي تدعم هذا كأطروحات ليبرمان (اسرائيل بيتنا).

لعل أطماع الدولة العبرية في مشروع تجزئة وتفرقة الصف العربي الى طوائف ومذاهب وكانتونات يخلق مبررا ليهودية الدولة وبذات الوقت تقسم الدولة المحيطة الى دويلات متحاربة دينياً ومذهيباً وحدودياً .. الخ ولعل أيضاً التاريخ لم يئس بعد حلم الدولة العبرية في دولة درزية (التي تم كشف مؤامرتها من قبل الدروز الذين أبوا إلا أن يكونوا أوفياء لتاريخهم وعروبتهم وأمجادهم ) وهذه واحدة من الطموحات الكبرى لدى الصهاينة تكملة لسايكس بيكو ، كمحاولات لا تنتهي في خلق دولة مارونية وأخرى شعبية وأخرى … إلخ إن دروز 1948قد تعرضوا إلى ظلم كونهم كعرب الداخل عوملوا من قبل اسرائيل كطابور خامس للدول العربية ومن قبل الدول العربية لأنهم كانوا ينتظرون لهم على أنهم عرب اسرائيل ووضعوا في معتقل كبير غوانتانامو تحكمه وتستفرد به اسرائيل (وهذا لا يعني بأي حال من الأحوال نكران وجود المتواطئين والخونة والمتعاونين مع أجهزة الاحتلال فهؤلاء ينسبون إلى خياناتهم وليس إلى عروبتهم ) وهذا أولاً.

وثانياً :

ظلم الدروز لأن الدسائس الصهيونية قد إنطلت حتى على بعض مكونات الوعي العربي وبعد كل هذه السنوات يكفي أن نذكر دون أن نعيد أو نزيد بأنه من اوائل المقاومين لمشروع الاستيطان الاسرائيلي هم دروز 1948كجزء من طلائع  المقاومة المقاومة الفلسطينية منذ بدايتها في القرن العشرين ،وأيضا نذكر بأن الجيش بتواضعه قد شكل الدروز نسبة 500من 2750وهو عدد مجمل جيش الانقاذ ونذكر ايضا بأن الدروز بقوا على أرضهم طوال الاحتلال وحتى الان رغم محاولات الترانسفير التي منذ ثلاثينات القرن الماضي.

ونذكر أخيرا بأن الخدمة الإلزامية للدروز في الجيش الإسرائيلي التي سن بن غوريون قانونا ً لها عام 1956 قد بدأت مقاومته من قبل أحرار الدروز منذ اللحظة الأولى وحتى الان حيث انت أكلها الان فالرافضون الدروز للخدمة في جيش الاحتلال أكثر بكثير من يساقون سوقا للخدمة تطبيقا للقانون رغما عنهم وعن طموحاتهم ووجدانهم ومستقبلهم وأي تخلف عنه يقع تحت طائلة العقاب والمسؤولية ، في حين تنامي ظاهرة التطوع في الجيش الإسرائيلي للأسف لدى الطوائف العربية الأخرى رغم أن القانون ليس فيه أي نص يلزمهم بذلك.

من رحم هذا المشهد وجدلية القهر والصمود ، الاحتلال والمقاومة ، والمؤامرة والممناعة صدر عن دار الجليل للنشر كتاب العرب الدروز والحركة الوطنية الفلسطينية حتى عام 1948للنائب العربي في الكنيست المحامي سعيد نقاع يلقي الضوء فيه على تاريخ الحركة الوطنية الفلسطينية حتى عام 1948واسهام الدروز في هذه الحركة المقاومة منذ وجودها وتأتي أهمية هذا الكتاب أنه ليس حياديا بل انه منحاز للحقيقة ولتاريخ شعب وامة هذا من جانب ومن جانب اخر ، فقد تطرق وألقى الضوء على جوانب مضيئة وهي كثيرة في تاريخ الدروز بشكل موضوعي ومتسلسل كما لم يلق من قبل.

Share this:
Share this page via Email Share this page via Stumble Upon Share this page via Digg this Share this page via Facebook Share this page via Twitter
Posted in العرب الدروز

الشيخ فرهود فرهود مؤسس لجنة المبادرة الدرزية في فلسسطين

المجد 31\7\2006

بناسبة مرور ثلاث سنوات على وفاة الشيخ فرهود قاسم فرهود الرئيس المؤسس للجنة المبادرة الدرزية ،في الاراضي الفلسطينية المحتلة داخل الخط الاخضر ، در كتاب سيرته الذاتية التي يصعب فصلها عن سيرة معاناة شعب ووطن نذر نفسه لأجلها وأفنى سنوات عمرها في سبيل مبادئه والتزاماته العروبية والوطنية فلقد كان ورفاقه وما زالوا الكف الذي يقاوم وبقي على العهد في مقاومة المخرز الذي يقاوم وبقي على العهد في مقاومة المخرز الذي ما زال مسلطا يبتغي حدقات العيون .

ان استعراض هذا الكتاب يذكرنا بان المحنة العربية التي تجسدت ثقلا تنوء به الشعوب على كاهل الشعب الفلسطيني منذ مطلع الفرن الماضي  والتي اتخذت من العام 1948مفصلات تأسيساً بقيام الكيان الصهيوني ودولته العبرية ،على آلام وآمال الشعب الفلسطيني الضحية ،متحدين مجد وعزة وكرامة طولها بقامة التاريخ وعرضها من النهر الى البحر .

ان هذه المنحة كونت منذ نشأتها تقاليد متعددة الاشكال منها رفض هذا الكيان ومقاومة كل أشكال الاستعمار بما في ذلك شكله الاستيطاني.

ولعل من أكثر شرائح المجتمع الفلسطيني الذي تعرض للظلم كنتيجة مباشرة أو غير مباشرة نتيجة للمؤامرة الصهيونية في ادعاء أكذوبة التمييز هم الدروز في الداخل حيث تم خلق أرضية خصبة للترويج لهذه النظرة التي تبتغي سلخ الدروز عن أمتهم العربية والاسلامية ونتيجة لهذه الممارسات فقد دفع الدروز الثمن غالياً.

وكنتيجة حتمية لقيام النكبة وبقائها كانت أشكال المقاومة تتنامى ولقد كان الدروز الى جانب اخوانهم في الداخل الفلسطيني ممثلين بلجنة المبادرة العربية الدرزية المكافحة يدفعون ثمن تضحياتهم المتتالية والاي لم يولها الاعلام العربي جزءا من حقها في تناولها واظهارها .

من الوثائق التي تضمنها كتاب الشيخ فرهود أحد بيانات لجنة المبادرة الدرزية الصادرة في 30\3\1976بمناسبة يو الارض والتي تلقي الضوء وتفصح مخطط تهويد الجليل التي صادرت اراضي قرى عربية بأكملها وحرمت مئات الالاف من ابناء الشعب الفلسطيني ممن ارض ابائهم واجدادهم حيث صادرت حكومة الاحتلال اكثر من80% من أراضي الجليل والكرمل كجزء لجنة المبادرة الدرزية الدعوة لتلبية نداء اللجنة القطرية للدفاع عن الاراضي العربية التي تمثل فئات الشعب الفلسطيني للاضراب الشامل في يوم الارض الاول في 30\3\1976وارسال الوفود للتظاهر امام الكنيست في ذلك اليوم التاريخي .ولقد أفرد الكتاب العديد من المشاركات في تأبين المرحوم الشيخ فرهود فرهود الذي وافته المنية يوم 9\3\2003ومن ضمنها برقية المغفور له الرئيس ياسر عرفات التي ارتقت روحه الطاهرة الى بارئها الاعلى راضية بعد حياة حافلة بالعطاء الكبير والعمل المخلص والنضال المتواصل والحثيث من أجل الدفاع عن الارض والوطن وكرامة شعبه وامته كان مناضلا صلبا عرفته ساحات كل المدن والقرى العربية حيث تصدى بكل قوة لمحاولات فرض الهيمنة ومصادرة ونهب اراضيها .

وأما رئيس الحركة الاسلامية في الداخل الفلسطيني 1948الشيخ رائد صلاح فيقول :”ولد الشيخ الراحل أبو سليمان فرهود عام 1911بقرية الرامة الجليلة ثم عاش فيها وبلغ من العمر ما يزيد على اثنتين وتسعين عاما ثم دفن في مسقط رأسه الرامة التي  احتضنت صباه وشهدت رحلة شبابه وشيخوخته وسجل عليها ملف أعماله التي سعى من خلالها ان يصنع مهمته في الحياة .

وأضاف نعم هكذا كان الشيخ الراحل ابو سليمان لذلك لا عجب أن نجده ذلك المبادر الجريء الى تأسيس لجنة المبادرة الرزية الرافضة لمشروع التجنيد الاسرائيلي ،فقام بتلك اللجنة وقامت به وشد من عزيمته يسعى الى حفظ أرضه وبيته وشعبه ويجابه خيوط المؤامرة الرسمية الاسرائيلية التي استهدفت ابتلاع هويته وقطع أواصر انتمائه الفلسطينية العربية والحيلولة دون التقائه مع الحاضر الاسلامي الكبير ولانه كذلك فلا عجب أن يعترض للمضايقات من السلطات الاسرائيلية فقد فرضت عليه الاقامت الجبرية ولكنه ظل رغم الاقامات الجبرية بإصراره على دور رأى فيه مهمته في حياته “.

وأخيراً قول الاشعر المقاول سميح القاسم :”أجل لهذا الحزن ما يبرره فقد فقدت الشاعر فرهود عماً طيباً وأخاً عزيزاً وصديقاً ورفيق درب ، وأبحث عن العزاء فلا أجده الا في ثوابت الرضى والتسليم وصدق اللسان وحفظ الاخوان ، وفي هذا التراث الثمين من تاريخ مجيد وخلف صالح وفي هذه الكوكبة الرائعة من فرسان النضال الحق على طريق السلف الصالح طريق الشيخ الجليل المرحوم فرهود فرهود وصحبه ورفاقه ،هذا هو طريقنا .. وأبداً على هذا الطريق.

Share this:
Share this page via Email Share this page via Stumble Upon Share this page via Digg this Share this page via Facebook Share this page via Twitter
Posted in العرب الدروز

أضـــــــــواء – التعايش المستحيل … والواقع اكبر الادلة ؟؟

نشرت صحيفة المجد العتيدة في زاوية ( اضواء ) مقالاً للسيـد / عرفات حجازي بعنوان ( التعايش المستحيل والدروز اكبر الادلة ) يتحدث فيها عن الندوة التي بثها التلفزيون للاسرائيلي قبل فترة حول قضية الدروز والشركس في اسرائيل .

بادئ ذي بدء نقول ان ما تعرضت له الشعوب العربية من اجواء احباط وان كانت مغرقة في سلبيتها وانفعالها ومن ثم فعلها على الساحة ، الا ان وجها اخر للمسألة ان صح التعبير يترافق مع وعي قسري فرضته اجواء الاحباط ذاتها ولا معقولية الانهيارات بدا بالمنظومة الاشتراكية وانتهاء بازمة الخليج تلك الحرب المجنونة التي سيقت اليها الازمة العربية ومشاعرها – ليتسنى لاعداء الامة فرض الحلول كما شاءوا وبما شاؤوا من الشروط ولقولبة المشاعر العربية وذهنيتها بما يتناسب مع ارادة هي خارجة عن ارادة الامة.

انطلاقا من هذه الارضية نقول اننا معنيون جميعا بالتعامل مع هذه المعطيات وعدم تجاهلها والذي لا نستطيع انكارة هو ان اسرائيل بدولتها العبرية وبحكم التاريخ والجغرافيا هي عدوة الامة ، وان من يدعو الى السير في مسألة التطبيع يجب ان ينتقل فورا للحديث عما هو اهم من التطبيع واولى بحكم ان التطبيع يجب ان يترافق خطوة بخطوة مع جدية الجانب الاسرائيلي على طاولة المفاوضات ، والمقصود هو الحديث عن اعداة قراءة وفهما متأنياً ومتبادلاً لما بيننا وبين العرب الفلسطينيين الذين ما زالوا يعيشون في الاراضي المحتلة صامدين بكفاحهم اليومي للبقاء على ارضهم والعمل على تصحيح فهمنا السابق بان ذلك بيع للقضية!!

من هنا نقول انه اذا كان للمرحلة السابقة فهمها ومفرداتها وادواتها فيجب ان تكون للمرحلة الحالية ايضا فهمها ومفرداتها وادوانها التي يجب تناولها بشئ من الدقة ، لان العدو قد سبقنا في استبدال اسلحته باسلحة اشد فتكا، فلم يعد عدوا تقليديا يجثم متربصا على الحدود خلف المتاريس فحسب ، بل اصبح الى جانب ذلك في كل المواقع بين ظهرانينا وعلى جنباتنا متربصا يستثمر كل شئ كما هو دائما في سبيل شق الصف العربي وتحقيق انتصاراته في الحفاظ على دولته في ظل غياب استثمار الجانب العربي لمثل ما يبقى على الوحدة الوطنية ويصونها.

ففي حين ( وكما هو ليس خافياً على احد ) ان قوائم الخيانة لم تنته على مر تاريخ نضالات الشعوب الا انه وجب على الاقلام الوطنية ومن خلال الصحافة وخاصة الملتزمة منها وصاحبة الكلمة والموقف كصحيفتنا ( صحيفة المجد ) ان تتأثر وتؤثر في التعامل مع الحدث بما لا يتعارض مع منطلقات الامة ومبادئها وتكشف حقيقة زيف محاولات الدولة العبرية ومشروعها الصهيوني في سبيل تفتيت واضعاف وحدة الصف العربي من خلال السيناريوهات المكرسة لاظهار تمييز لعرب السبع والدروز والكاثوليك والشركس عن غيرهم في بعض الحقوق وتوجيه حفنة من عملائها لتكريس غرضها في تجزئة وتفتيت وحدة الصف العربي واشاعة الفتنة فيه.

لقد كنا نتمنى على الاستاذ عرفات ان يتطرق بمقالته الى لجنة المبادرة الدرزية على سبيل المثال التي لخصت بصدق واطرت نضالات دروز الارض المحتلة المشرفة ، وقدمت التضحيات تلو التضحيات في سبيل رفض محاولات السلخ التي يتعرض لها الدروز عن امتهم العربية الواحدة وفي سبيل رفض التجنيد الالزامي وكشف المحاولات البائسة التي يتعرضون لها والنضال من اجل اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف ، فلعل ذروة النضال بل نضال مضاعف ما يقوم به مثل ذلك التنظيم في تلك الظروف ، وان لنا في التضحيات الجسام التي قدمها الدروز في تاريخهم القديم والحديث في سبيل عروبتهم وارض الامة وعرضها خير دليل على انهم وعلى مر التاريخ غير مطالبين بالدفاع عن اصالتهم فان تلك التضحيات ما زالت توشح ارض الوطن وسمائه.

واما مسألة التعايش المستحيل الذي ذهب الاستاذ عرفات للحديث عنه وتحمل عناء البرهنة عليه ، فهو لا يحتاج الى كل ذلك وما هي الا قناعة نشاركه بها دون اللجوء الى اقحام براهين قد يتخللها غمز او لمز.

Share this:
Share this page via Email Share this page via Stumble Upon Share this page via Digg this Share this page via Facebook Share this page via Twitter
Posted in العرب الدروز

دروز 1948 وحلف الدم المزعوم

الرأي 6 / 5 / 1998

” في محاولة لالقاء الضوء على واقع العرب الدروز في الاراضي الفلسطينية المحتلة بعيدا عن بنية الجوقة التي امتهنت عبر عقود الخطاب المتشنج واطلاق التعميمات وتبادل كيل الاتهامات والمزاودات ، ولكي نسهم في تكريس منهجية البحث البعيدة عن التمترس مما يفوت الفرص على المشروع الصهيوني في النيل من وحدة الامة عن طريق اثارة النعرات وبث الشائعات والدسائس والمؤامرات ، فلقد كان هذا المقال ” .

في 25/8/1991 عقد دروز الارض المحتلة اجتماعا حاشدا في مقام الصحابي الجليل ابو ذر الغفاري رضي الله عنه لدراسة نشاط الاجهزة المشبوهة التي تعمل ضمن خطة الدولة والمشروع الصهيوني وضمن اولويات مدروسة في محاولة جديدة تهدف الى سلخ الدروز عن الجسم العربي الواحد كواحدة من المحاولات التي دأبت الدولة العبرية عليها لخلق اجواء التفتيت والتجزئة في الصف العربي باكثر من اسلوب ومؤامرة استهدفت الشعب العربي الفلسطيني ووحدته عن طريق تفتيته من الداخل واضرام الفتنة فيه.

لقد اسفر الاجتماع عن قرارات جلية لا بأس فيها تفضي الى اسقاط مؤامرة خطيرة استهدفت البعد الثقافي للشعب الفلسطيني لما لهذا البعد من اهمية في صياغة مشاعر الامة وبناء حاضرها ومستقبلها ، وكان من اهم القرارات التي تمخض عنها الاجتماع : الرفض القاطع لقرارات الدولة في اقامة المعهد الدرزي في جامعة حيفا او غيرها وتعليم التراث الدرزي ، ولقد دعا القرار الى رفض اقامة المعهد والى الغاء تعليم التراث الدرزي .

ان هذين القرارين قد عبروا عن وعي متقدم وادراك لطبيعة المؤامرة التي صاغتها الدوائر الصهيونية بما اسمته التراث الدرزي بمعزل عن التراث العربي الاسلامي .

ولقد عمل على تفعيل هذه القرارات العديدة من رجال الدين والشخصيات الوطنية وعلى رأسها لجنو المبادرة الدرزية المكافحو التي عملت منذ تأسيسها على نشر الوعي ومقارعة الصهيونية ودسائسها على الشعب الفلسطيني والامة العربية .

اما مسألة تعليم التراث الدرزي في المناطق الدرزية فترجع الى توصية لجنة تبنتها حكومة اسرائيل عام 1975 هي ” لجنة بن دور الاولى ” حيث قررت الحكومة بناء على توصيات اللجنة فصل التعليم الدرزي عن التعليم العربي ، وتنفيذاً لذلك شكلت ” لجنة المعارف والثقافة للدروز ” حيث تركز نشاط هذه اللجنة على تكوين وبناء الهوية الدرزية الاسرائيلية خلافا للهوية العربية للشعب الفلسطيني الواحد ، وتفعيلا لدور هذه اللجنة في السعي لاهدافها تم تشكيل طاقم تفتيش خاص ومناهج وبرامج تعليمية خاصة كان الهدف من ذلك تعليم التراث الدرزي كبدء في مخطط خلق مشوه للهوية الدرزية بعيدا عن جذرها القومي.

بعد ذلك كانت ” لجنة بن دور الثانية ” عام 1991 التي اوصت بان يقوم ” مركز بحوث عن الدروز ” تكريسا لذات الهدف في تدريس التراث الدرزي ، فكان قرار الدروز صريحا يتحدث عن الحاضر والمستقبل في رفض مراكز البحوث الدرزية في جامعة حيفا آنذاك او في غيرها حاضرا ومستقبلا .

ان السياسة المنهجية الرسمية التي اتبعتها الدولة العبرية منذ عام 1975 وما قبلها يستهدف الجسم العربي الواحد ليس في خلق واقع درزي بعيد عن واقع امتهم العربية فحسب وانما ايضا بوضعهم وتركهم في عزلة ثقافية قاتلة ، واما حلف الدم الذي يزعمون فلقد عامل الدروز على انهم عرب في الحقوق ، يهود في الواجبات ، هذا ما تؤكده الحقائق وممارسات اسرائيل ، فرغم ان العرب لديهم المعلمون الاكفاء اصحاب الاقدمية بكثير من الوسط اليهودي الا ان نسبة التعليم مثلا لدى العرب الدروز في الداخل 0.7% وعند الوسط العربي العام 3.7% واما الوسط اليهودي فهو 14% وهذا بالتأكيد يعود الى المخطط المرسوم في سياسة التجهيل لدى الاوساط العربية والتي كان العرب الدروز هم اكثر المتضررين بها.

ان تدني نسبة التعليم هذا هو نتاج تخطيط سنوات وذلك يتضح من خلال الامكانات المتواضعة المتاحة للطالب والمدرس ووسائل التعليم بالاضافة الى الخدمة العسكرية ذاتها التي تصورها الدعاية الاسرائيلية بانها امتياز الدروز في حين انها في حقيقة الامر عوامل تدني التعليم لديها .

ان هذه الاحصائية حول نسبة التعليم هي من تقرير ” المركز اليروشلمي ” شبه الرسمي الذي عمل على اخراجه الى النور د. جبرائيل بن دور رئيس لجنة بن دور وزريدان عطشى منفذ قرارات لجنة بن دور الثانية واسعد عرايدي رئيس مجلس المغار المحلي ، اذا هي ادانة صريحة للمنهج الصهيوني من لسانهم وفمهم.

ان الدعاية الصهيونية قد امعنت منذ قيام الدولة العبرية في اظهار الدروز بانهم منسجمون مع قيام دولة اسرائيل ومع سلطة الدولة واذا اردنا التحدث بموضوعية عن الحملات الشرسة التي حاولت النيل من تاريخ الدروز وعروبتهم نقول ان تلك الحملات كانت من جبهات مختلفة:

اولا : الجبهة الاسرائيلية : والتي اتبعت كافة الاساليب والمؤامرات في استغلالها لبعض القيادات التقليدية واستثمار ارادة الدروز الحازمة في البقاء على ارضهم ، وتفعيل دور عملائها في الاوساط العربية من الدروز وغير الدروز في تحقيق ما تسعى اليه عن طريق ما يلي :

  1. فقانون التجنيد الالزامي الذي شمل ابناء الدروز اضافة للشراكس والبدو والكاثوليك ورغم ان عدد المجندين الدروز لا يتجاوز بعض المئات الذين يساقون سوقا الى الخدمة العسكرية ورغم ان قوائم المتطوعين في جيش الاحتلال اصبحت تشكل الظاهرة الاخطر ولا يشكل الدروز نسبة تذكر بالنسبة للاوساط العربية الاخرى ، فلقد اسبغت اسرائيل على التواجد الدرزي في الخدمة في حرس الحدود تحديداً صفة الشراسة مع العرب الفلسطينيين عن طريق ادعاء الجلادين الصهاينة بانهم دروز.

  2. الاستيطان ومصادرة اكثر من 80% من اراضي القرى الدرزية في الجليل الاعلى والكرمل .

  3. محاولة توظيف المواقف الدينية والمذهبية الى شيء من المناكفات السياسية والقومية عن طريق ما اسمته بالقومية الدرزية وخلق ما يسمى بالتراث الدرزي .

ثانيا : الجبهة الدرزية التي دأبت بدافع العصبية الضيقة على تبرير اخطاء وارتباطات بعض القيادات الدرزية التقليدية المشبوهة ، وتجميل الظروف الحياتية القاسية التي يعيش في ظلها ابناء الدروز واظهارهم وكأنهم ينعمون بهبات الدولة التي تمن بها عليهم متجاهلين نسبة الضرائب الهائلة المترتبة على المواطن هناك ، وان معاملتهم من قبل الدولة لا ترتقي الى مستوى تحقيق العدالة والشواهد على ذلك كثيرة.

ثالثا : جبهة تقودها عقلية احداها مضللة ” بفتح اللام” والاخرى مشبوهة بارتباطها ، هذه الجبهة كان لها دور كبير في نشر الشائعات التي روجت لها اسرائيل ضد الدروز دون البحث الجاد عن الظروف التي يعاني منها الدروز وغيرهم من عرب الاراضي المحتلة والمؤامرات التي ما انفكت تتوالى عليهم منذ ان كانت اسرائيل وقدرتها على الترغيب والترهيب في سبيل تكوين قوائم من المأجورين في الاوساط العربية لخدمة اهدافها وضمن التكتيك المرسوم ، هذا بالاضافة الى تماديها في الكذب والدس والتزوير وخلق الشائعات ، فاثناء الانتفاضة الفلسطينية المباركة اجرى التلفزيون الروماني مقابلة مع سفيري اسرائيل وفلسطين على خلفية التقرير التلفزيوني الذي هز مشاعر العالم حين عرض ممارسات لا انسانية من جنود الاحتلال لتكسير ايادي شبان فلسطينيين مقيدين ، فكان تعليق السفير الاسرائيلي بان الجنود اليهود حضاريون ولا يلجأون الى مثل هذه الاعمال واما هؤلاء الجنود فهم دروز ، مما دعا السفير الفلسطيني آنذاك حكم بلعاوي الى تكذيب ذلك وتفنيده وابراز حقائق موثقة عن اسماء الجنود وارقامهم ووحداتهم وانهم حقيقة يهود ، وما هذه الا واحدة من العديد من محاولات الدس وتزوير الحقائق .

ان واقع الدروز في فلسطين هو وضع مرير ضمن الاشكالية التي عملت على خلقها لهم الدولة العبرية منذ قيامها ، فرغم مصادرة الاراضي ورغم التعذيب والملاحقات ، ورغم الاجحاف في حقوقهم هم باقون على ارضهم واسرائيل تعي ذلك وهي لا تستطيع ان تخفي طموحها في تفريغ البلاد من سكانها فما هو الا تصريح للمتطرف مائير كاهانا مؤسس حركة كاخ العنصرية عندما سئل عن انه هل يطالب بطرد الدروز بالرغم من خدمتهم العسكرية فرد قائلا بسخرية : نعم لكننا سنحرص على توفير حافلات مكيفة لهم !! .

لقد كان لامتداد الوعي القومي لدى الدروز وتنامي مشاعر الوطنية لديهم لدرء الخطر عنهم وعن تاريخهم ومكافحة المحاولات الصهيونية في اقتناصهم من الجسم العربي الواحد وبترهم عن تاريخهم وافقادهم تراثهم الذي لا يتجزأ عن التراث العربي الاسلامي ولمكافحة الخدمة العسكرية والاستيطان ومصادرة الاراضي ، ان تأسيس تنظيم الشباب الاحرار عام 1956 كرد فعل لنظام الخدمة الالزامية التي سنها بن غوريون عام 1956 على الشباب الدروز.

لقد كان الوريث الشرعي لتنظيم الشباب الاحرار هو ” لجنة المبادرة الدرزية ” التي تأسست عام 1972 والتي من اهم اهدافها :

  1. الغاء التجنيد الاجباري للشباب الدروز.

  2. النضال ضد مصادرة الاراضي واعادة ما قد صودر.

  3. النضال ضد تدخل الدولة العبرية في الشؤون الدينية.

  4. النضال من اجل السلام العادل والشامل الذي يقوم على احقاق الحقوق الشرعية للشعب العربي الفلسطيني في العودة وتقرير المصير وقيام دولته المستقلة على ترابه الوطني بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.

ان كفاح لجنة المبادرة الدرزية هو كفاح مرير ومما يدعو الى تثمين دورها هو خلو الساحة حين تأسيسها من التنظيمات الحزبية التي تتبنى برامج منظمة التحرير الفلسطينية اذا ما تم استثناء الحزب الشيوعي وبعض الاحزاب التي تأسست فيما بعد كالحزب العربي الديمقراطي ” حوالي 1989″ فكانت المسؤولية التي نهضت بها مسؤولية وطنية مضاعفة.

ان عدد الساعات التي قدمها الشباب الدروز الاحرار حتى عام 1993 لرفضهم الخدمة العسكرية في جيش الاحتلال تقدر بخمسة الاف سنة سجن ورغم هذا التنكيل فان الاعداد الرافضة للخدمة تتنامى يوما بعد يوم وهذا ما قد اعترف به مسؤول من مكتب التجنيد في حيفا لصحيفة ” كول يد” الحيفاوية في شهر 9/1989 حين قال : ” ان عدد الدروز الذين يخدمون اقل من الذين يرفضون الخدمة “.

ولعل الاصرار على رفض الهوية الاسرائيلية التي تحمل عبارة القومية : درزي وتتويجها برفع قضية من قبل الشيخ جمال معدي رئيس لجنة المبادرة الدرزية حيث انه قد كسبها مؤخرا نيابة عن كل العرب الدروز في الاراضي المحتلة حيث اصبحت : القومية : عربي ، يعكس صلابة الاحرار في بقائهم ودفاعهم عن الارض والوطن وامتهم العربية الواحدة وقضيتها العدلة .

Share this:
Share this page via Email Share this page via Stumble Upon Share this page via Digg this Share this page via Facebook Share this page via Twitter
Posted in العرب الدروز

تمييز اسرائيل لدروز 48 اكذوبة سقطت الى الابد

الرأي 9 / 1 / 2004

كان الاجدر بحكومة شارون ان تستدرك خطاها فتسمح لوفد العرب من دروز التداخل الفلسطيني ان يواصل رحلته الى لبنان لتأدية التعزية بوفاة المرجعية الروحية للموحدين الدروز سماحة الشيخ ابو حسن عارف حلاوي ، لكن التعنت الاسرائيلي يسقط كل الحسابات امام الصفة العنصرية في تكوين الدولة العبرية ، فلقد كان من ابرز سمات ادوات المشروع الصهيوني ضمن معطيات عجزه الطبيعي والموضوعي في الحفاظ على بقائه وديمومته في مواجهة عدالة الحق العربي والفلسطيني وهو سياسة المراوغة والكذب والدسيسة في سبيل خلق حالة من التشرذم والتفتيت والتفكيك في مفاصل الجسد العربي، ولقد قدر للعرب الدروز ان يكونوا حالة استهدفتها المخططات الصهيونية في تخليق فصل من فصول التجزئة والتفريق في المشهد العربي ، ولقد دفع الدروز المحصنون بتاريخ عريق يوشح صفحات التاريخ بشموس المجد والحرية ، الثمن باهضا تبعا لتلك السياسة ، فلا يكفي انهم وقعوا تحت ظلم قانون الخدمة الالزامية الجائر الذي بموجبة كانوا يساقون سوقا ولا يزالوا للخدمة.

الا انهم اضافة الى ذلك ظلموا كغيرهم من عرب 48 بمصادرة اكثر من “80%” من اراضيهم ، وتدني نسبة التعليم وعدم انتشار المهن لديهم وقد وقعوا ايضا ضحية دس رخيص استهدفهم بالعديد من اشكال الممارسة الصهيونية ، كأن يدعي المحقق والسجانون الصهاينة بانهم دروز وان اهم ما وقع عليهم من ظلم هو المحاولات البائسة التي استمرت طوال العقود الماضية لاجتثاثهم من قلب امتهم العربية والاسلامية ، ربما كان في هذا المقام من المناسب الحديث عن اهمية وضرورة الطلائع الوطنية للتنظيمات السياسية في صد المؤامرات وكشفها في نشر الوعي بين الجماهير خوفا من التضليل ، وهذه التنظيمات قد ظهرت عمليا وبشكل فاعل ، متبنية البرامج السياسية الخاصة باسقاط الظلم الجائر الخاص والاضافي الذي وقع على الدروز والذي سمي امتيازا لهم كقانون الخدمة الالزامية ، بعد تنظيم الشباب الاحرار 1956 بانطلاق لجنة المبادرة الدرزية في عام 1972 وبعدها حركة المبادرة الدرزية المستقلة وميثاق المعروفين الاحرار ، ولقد كانت مثل هذه التنظيمات قليلة ان لم تكن معدومة على الساحة الفلسطينية في الوقت المبكر الذي بدأت فيه تحاك خيوط المؤامرة الصهيونية على ارض فلسطين ، فمهما بلغت قوة الدفع النضالي لدى الجماهير اذا كان مجردا من تنامي الوعي بواسطة المنظمات الجماهيرية فان الحالة الشعبية تكون عرضة للوقوع في الشراك المعادية ، وهذا ما قد وقع لدى عرب 48 بمحاولة تفتيتهم من خلال العمل على اقتناص الدروز والشراكس والبدو والكاثوليك .

ان ما قد حصل من تنظيم الوفدالدرزي وتصميم هذا الوفد على القيام بالسفر يوم الاحد4/1/2004 رغم المنع للاسرائيلي هو شكل من اشكال التنظيم وتنامي الوعي الذي يتحرى الواقع ويرصد موطن الزيف ويستحث الخطى في درب النضال في سبيل نيل الحقوق رغم كل الاسلاك الشائكة والاكاذيب والدسائس وهو ايضا عامل من العوامل الهامة التي بمجملها ستخلق تغييرا نوعيا في الحالة الدرزية وعلاقتها الجدلية مع جذرها العروبي والاسلامي من جانب ، ومع الجانب الصهيوني وادعائاته واكاذيبه ودفن مقولة حلف الدم المزعوم والى الابد من جانب اخر ، ولقد جاء المنع الاسرائيلي في ظل الموافقة الذكية والمبدئية من سوريا ولبنان كخطوة ليست في مصلحة الدولة العبرية امام ادعاءاتها التي عملت على نسج سيناريوهاتها طوال سنوات.

فمنذ بداية مرحلة اتفاقيات السلام التي تختلف الاجتهادات حول صحتها او عدمها ، واسرائيل تبحث عن خلق ظروف مواتية لكي تفرض تطبيعا حسب مواصفاتها وبظروف تلائمها ، والا فهي جاهزة في كل حين لرفض أي تطبيع مشروط يحقق قدرا من العدالة ، فكيف باحاسيس وجدانية ترحل مسافرة رغم كل الحواجز والاسلاك الشائكة تبحث عن حق طبيعي في التواصل مع امتدادات جذورها القومية والدينية والاجتماعية.

بالتأكيد انه من المتوقع ان لا تسمح اسرائيل لمثل هذا الوفد بالمرور الا اذا هي ضحت بكذبتها المزمنة بان الدروز مميزون عن غيرهم من العرب داخل الخط الاخضر ، ولسوء طالع اسرائيل وبعد الجهد الذي بذل لصياغة مثل هذه الاكاذيب طوال العقود الماضية لتأتي ارادة مناضلي الداخل لتختصر كل تلك العقود وتذيب كثبان الكذب الذي تراكم طيلة السنوات الماضية، سيما وان اسرائيل كانت تراهن دائما على عدم موافقة الجانب السوري واللبناني ، فجاءت الموافقة السورية واللبنانية صفعة في وجه الصهاينة لتضيف لتعرية المواقف الاسرائيلية ووضعها في زاوية من الاحراج لا تخرج منها الى الابد سيما وان الوفد وخلفه كل دروز 48 سيعيدون النظر في الواقع الدرزي في الداخل وسيحفرون في الذاكرة يوم الاحد المشهود ليبقى هذه المرة البوصلة التي تسقط والى الابد كل المقولات سيئة الصيت وعلى رأسها قانون الخدمة الالزامية ومقولة حلف الدم المزعوم…

Share this:
Share this page via Email Share this page via Stumble Upon Share this page via Digg this Share this page via Facebook Share this page via Twitter
Posted in العرب الدروز

لقاء دروز لبنان وفلسطين وما له وما عليه

الاثنين 27\8\2001

اشار الشاعر المناضل سميح القاسم  في رسالته الى لقاء التواصل القومي ( لقاء دروز لبنان وفلسطين ) ، الى ان اول تنظيم للكفاح المسلح في فلسطين هو تنظيم ” الكف الاخضر ” الذي اسسه المناضل احمد طافش ومعه سبعة وعشرون مناضلا من دروز فلسطين ، واما حول مسألة التجنيد الالزامي في جيش الاحتلال الاسرائيلي فيشير المناضل سميح القاسم الى ان ” دايفد بنغوريون ” اشترط مقابل بقاء العرب الفلسطينيين على ارضهم عام 1948 بان يخدموا في الجيش ، فكان ان فتح باب التجنيد امام العرب ، حيث تدفق عام 1954 الى التجنيد الآلاف من العرب ، ذعر ( بنغوريون ) من ان يشكل العرب ثقلاً مرعباً في داخل الجيش ، فعدل عن رأيه وبعقلية ( فرق تسد ) طالب بفرض قانون التجنيد الاجباري عام 1956 على الدروز والشركس والكاثوليك والبدو ثم تقلصت المؤامرة لتقف عند حد الدروز والشركس ، الفئتين الاصغر في فلسطين .

في عام 1956 الذي فرض فيه قانون التجنيد الالزامي تأسس تنظيم الشباب الاحرار الذي دعا إلى رفض الخدمة الالزامية ، والمطالبة بإلغاء القانون الذي ادعت سلطات الاحتلال بان المطالبة باستصداره جاء بناء على طلب الشعب حيث ولفت السلطة 16 توقيعا بالمطالبة تحت وسائل مختلفة منها الضغط ، فبدا الشباب الدروز بجمع التواقيع المناهضة للخدمة ، حيث جمعوا ما يقارب 1500 توقيع.

بعدئذ يستمر النضال مسيرته حيث تأسست لجنة المبادرة العربية الدرزية عام 1972 برئاسة الشيخ فرهود فرهود ، وجاء في بيان التأسيس:

” ان المطلب الرئيسي والذي لن نتنازل عنه هو الغاء قانون التجنيد الاجباري كليا وجعله اختياريا أسوة ببقية الشعب العربي الفلسطيني هنا والذي نحن جزء لا يتجزأ منه رغم المحاولات الفاشلة لفصلنا عنه”.

ان العقود التي خلت منذ ان كانت الدولة العبرية بمشروعها الصهيوني التي جثمت على صدر الامة العربية وعلى انقاض آمالها واحلامها ، كانت تضج بالمؤامرات التي خلقتها اسرائيل خدمة لأطماعها ولقد دفع شعبنا العربي الكثير من جراء تلك المؤامرات ، وكان الدروز جزءا من الشعب العربي الفلسطيني الضحية فلقد كانوا الضحية فلقد كانوا ضحية القانون سئ الصيت ، ذلك الكابوس المريب الذي سكنه الليل والنعيق والعفن وليس حسب وانما مورست ضدهم كل اساليب السلب والاضطهاد ، ومصادرة الاراضي حتى اصبحت 80% من اراضيهم مصادرة من قبل الاحتلال ومورست عليهم ايضا سياسة التجهيل والافقار ، ويتبجح الصهاينة بانهم يرتبطون بالدروز بحلف دم ، فكانت السنوات التي خلت منذ منتصف القرن العشرين ، سنوات من المعاناة على شعبنا العربي الفلسطيني سواء من الدولة العبرية او من الخطاب العربي الذي تعامل معهم بقسوة كونهم مواطنين في دولة معادية ، فلم تهدأ يوما عواصف التخوين والتشكك وكما يذكر الاستاذ غازي السعدي في تحليله في ” الرأي ” 24 / 7 / 2001 بان الخدمة العسكرية التي اوقعت العديد من الدروز الذين يخدمون في قوات الاحتلال بالموت يتساوون بالواجبات مع اليهود ، اما بالنسبة للحقوق والتميز فانهم يعاملون كبقية المواطنين العرب داخل الخط الاخضر ، وما زالت المؤامرات الصهيونية تترك بصماتها هنا وهناك على واقعنا وحاضرنا .

من هنا تأتي اهمية العمل الجماعي المنظم والمدروس والذي لا يتجاوز القوى ، شخصيات وآراءها والذي يحمل مسؤولية الوفاء للتاريخ والارتقاء بالفعل الفردي والنضالات المبعثرة والتي نحترمها الى مستوى التيار الذي يدعم مشروع النضال العربي لمواجهة ضخامة الالة الاسرائيلية ففي عقد مؤتمر قومي يتضافر فيه التاريخ وكل القوى والشخصيات الوطنية من اجل ان يكون المؤتمر اداة فعل بالية تخرج من اطار الخطاب والمقال والبيانات السياسية الى رحاب العمل النضالي الموضوعي ضد قانون التجنيد الالزامي والخدمة التطوعية ومصادرة أراضي كافة فئات الشعب الواحد . ودراسة الخطوات العملية الضرورية لوضع الحد للتسلل الصهيوني لابناء شعبنا وخلقه لافواج العملاء الذين بلغوا في الصفة والقطاع 30 الف عميل .

لقد كان لقاء التواصل القومي اجتهاد على الدرب الكفاحي ، ولقد خلق حالة من الحوار في الشارع اتخذ اشكالا وتواترا متفاوتين الا ان الحجم الملقى على كاهل أي مؤتمر لهذا الشأن هو حجم كبير من المهام المسؤولة تنوء بها مقدرة جهود متناثرة ، وممنوع في العمل والاعداد للعمل التاريخي أي محاولة لإنهاء حالة الحوار الايجابي بين الفصائل الوطنية فغير مسموح الانفراد والتفرد والاتهامية والانقسامية.

يستطيع المراقب ان يسجل بعض الملاحظات على اللقاء الدرزي :

  1. عدم مشاركة التنظيمين الفلسطينيين الدرزيين المناضلين منذ منتصف القرن العشرين وهما لجنة المبادرة الدرزية وحركة المبادرة المستقلة ممثلين بالشيخ جمال معدي والاستاذ محمد نفاع وشخصيات وطنية مثل سميح القاسم.

  2. عدم مشاركة دروز الاردن وسوريا رغم ان العرب على اختلاف مواقعهم هم طرف في الصراع مع الصهيونية وليسوا محايدين وهذا ما قد اوضحناه نحن في ” نجمع ابناء بني معروف في الاردن في اكثر من لقاء.

  3. بعض الملاحظات في ادارة اللقاء:

أ . كان الحديث عن مؤتمر وانتقل الى عنوان لقاء التواصل القومي.

ب. كان الحديث عن 3 ايام للمؤتمر وفي النهاية اختتم بشكل مفاجئ بيومين.

جـ . كان الحديث عن حضور 100 من لبنان و100 من فلسطين ، فكانت النتيجة حوالي 100 مجمل الحضور .

د . عدم التعامل مع الاعلام على اهميته في هذا المقام ، فالعديد من الاخبار الصحفية والتغطيات اتت غير دقيقة وكان يمكن ان تكون هناك سكرتارية نشطة تخدم اللقاء من كل الجوانب ، وتتعامل مع الاعلام باداء افضل منذ ما قبل انعقاده وحتى عقد مؤتمر صحفي في نهاية اللقاء يجيب على الصحفيين ويعمل على تصحيح بعض الاخطاء فيما اوردته الصحافة حول مشاركة سورية أحياناً أو أردنية أحياناً أخرى أو من الجولان أو جمال معدي أو تعميم فكرة خاطئة في ان 88% من ابناء الدروز يخدمون الزامياً في الجيش حيث ان هذه المعلومة خاطئة والتصريحات الرسمية الاسرائيلية تشير الى ان حوالي 50% فقط هم الذين يخدمون حالياً والمعادلة حالياً تميل الى مصلحة تزايد الرفض للخدمة.

هـ. رغم الحيثيات الموضوعية التي قلصت وقت اللقاء الا انه كان مأمولا ان يتحدث الاستاذ سعيد نفاع عن تاريخ الكفاح الفلسطيني الدرزي المشرف ضمن الحركة الوطنية الفلسطينية ، لكن اتت رسالة الشاعر سميح القاسم لتعطي ما لم يرد على لسان سعيد نفاع .

يبقى الحديث في بعض الثغرات التي لاحظناها من قبل واثناء عقد اللقاء نوعاً من الترداد السلبي والضرب على المفصل الا اذا اشدنا بكل اعجاب بالمرونة التي اظهرها اللقاء من خلال تصريح وليد جنبلاط او من خلال البيان الختامي حيث تضمن ضرورة حوار القوى الوطنية الفاعلة في الداخل وشراكها وضرورة السعي في سبيل عقد مؤتمر قومي، وبذات الوقت نقول ان تعظيم دور اللقاء لا يحدثه مقال او قصيدة وانما يتحقق بناء على القدر الذي يسعى فيه اللقاء باقتدار لتوحيد الصف الوطني مهما بلغت الصعاب وصولا الى المؤتمر القومي المنشود من اجل خطوات عملية تصعد من وتيرة النضال المؤثر على عصب سلطات الاحتلال وادواتها ومؤامراتها.

Share this:
Share this page via Email Share this page via Stumble Upon Share this page via Digg this Share this page via Facebook Share this page via Twitter
Posted in العرب الدروز

أضـــــــــواء – التعايش المستحيل … والواقع اكبر الادلة

المجد 12 أيار – 1997

عرفات حجازي

يوم الاربعاء الماضي عقد التلفزيون الاسرائيلي ندوة شارك فيها مجموعة من دروز اسرائيل من بينهم اعضاء كنيست وبعض الاسرائيليين ، ومن بينهم أيضاً عوزى برعام وزير الداخلية السابق من حزب العمل .. حيث طرحوا قضية الدروز والشركس في اسرائيل ، بل طرحوا قضية العدالة المفقودة والعنصرية اليهودية المجبولة بالحقد والاجرام …

قال اعضاء الجانب الدرزي ان الدروز كانوا اول من آمن بالدولة العبرية ، ووضعوا مصيرهم الى جانبها لانها بهرتهم منذ نشوء الدولة قبل خمسين عاماً ، شعارات الديمقراطية والأخوة والمحبة والتسامح والحرية التي ملأوا الدنيا دعايات عنها …

واكد عضو كنيست درزي ان الدروز قدموا ضحايا على الحدود للدفاع عن اسرائيل اكثر مما قدمه اليهود انفسهم ، ومع ذلك فإنهم في نظر الدولة اليهودية مواطنون من الدرجة العاشرة ، ولا يتمتعون بالحقوق الاساسية للمواطنة ؟!

واكد هذا العضو ان الجندي الدرزي الذي يقف للدفاع عن أمن اسرائيل في جنوب لبنان لان معظم الدروز في الخطوط الأمامية ، ومعظمهم قتلوا في الوقت الذي كان يجري فيه مصادرة اراضيهم في غيابهم وهم في الجبهة ، لحساب توسيع مستوطنة يهودية !!

وقال آخر ان الامتيازات التي يلقاها الدروز هي فقط في الجيش ، بالرغم من انه ممنوع عليهم تجاوز رتباً معينة ، وغير مسموح لهم الحصول على الرتب العالية ، الا ان وضع العسكريين الدروز افضل من وضع المدنيين ، والسبب واضح هو ان الاسرائيليين يريدون من يموت بالنيابة عنهم ولم يجدوا غير الدروز !!

وقال رؤساء مجالس محلية ان الدروز حتى لآن وبعد ان قدموا التضحيات الجسام لا يستطيعون الحصول على ترخيص لاقامة مشروع صناعي ، وان مساهمات الدولة العبرية في شؤون الصحة والتعليم والتطوير الدرزي ، تكاد تكون صفراً اذا قورنت بما يجري تخصيصه للقرى اليهودية المحيطة والمجاورة …

وعندما اراد عوزى برعام وزير الداخلية الاسرائيلي السابق الدفاع عن هذا الاتهام ، قائلاً انه يوجد ايضاً من بين اليهود الذين يقيمون في مستعمرات لتطوير من يشكو من قلة المخصصات الممنوحة لهم .. ارتفعت اصوات الدروز من كل جانب ليقولوا له ان هؤلاء الذين تتحدث عنهم قد هجروا بلادهم الاصلية وجاءوا الى بلادنا قبل شهور او سنوات بينما نحن هنا في بلادنا منذ مئات بل الآف السنين ..

وانحصر النقاش والحوار في النتيجة عن ان الدروز على استعداد لان يقدموا كل شيء للمجتمع الاسرائيلي ، وان يضحوا بكل شيء في سبيل اسرائيل ، ولكن هل تقبل الدولة اليهودية اعتبارهم مواطنين من الدرجة الاولى ، ولا فرق بينهم وبين المواطنين اليهود ؟!

وقد خلصت الندوة الى الاعتراف بحقيقة ان اسرائيل هي الدولة العبرية ، هي التي لا تعترف بحقوق غير اليهود مهما اخلصوا لها وضحوا في سبيلها وقدموا من اجلها ، لان الذي يحكم اسرائيل هي التوراة ، والتوراة تقول لهم بعدم التساوي مع الشعوب الاخرى ، لان التوراة تعتبر اليهود هم السادة ، وان الاخرين هم الاغراب ، وعليهم ان يكونوا عبيداً وخدماً لليهود !!

هذا جرى في ندوة تلفزيونية رسمية اذيعت من القناة الاولى من التلفزيون الاسرائيلي ، وكانت موثقة ومترجمة باللغتين العربية والعبرية ، أي ان اسرائيل ليس لديها ما تخفيه عن اساس الدولة اليهودية ، وليس لديها ما تخفيه عن الاجراء والعملاء الذين ينخدعون بوعودها وبسمنها وعسلها ، وبان لدى اليهود ما يعطونه للدروز او غيرهم من الذين استسلموا وسلموا كل امكاناتهم التي وضعوها في خدمة هذا العدو المتعصب العنصري الحاقد على كل البشر .

فهل يعتبر المخدوعون ؟ وهل يتعظ المطبعون ؟ وهل يعلن المستسلمون الذين فرطوا بحقوق الوطن هل يعلنون التوبة والمغفرة والعودة الى هذا الشعب الفلسطيني الذي تخلو عنه في سبيل ثروة او مجد ظنوها في متناول اليد ، قبل ان يدركوا ان اليهودي يأخذ .. ولا يعطي ؟؟

Share this:
Share this page via Email Share this page via Stumble Upon Share this page via Digg this Share this page via Facebook Share this page via Twitter
Posted in العرب الدروز

المؤتمر العام لمواجهة التجنيد في فلسطين48

المجد 4/2/2002

لقد اثبت الزمن لغير مرة ومنذ منتصف القرن العشرين بان نضال الشعب الفلسطيني في سبيل استرداد حقوقه التي اقام الاحتلال الصهيوني دولته على انقاضها هو نضال دؤوب لن ينتهي رغم كل قوافقل الشهداء ورغم الصلف الصهيوني وبطش اّلة الحرب المسمومة المسلطة على الشعب الفلسطيني ، وسيبقى يصوغ اباما ماحمية لانتفاضة الاقصى الباسلة المستمرة حتى تحقيق الحقوق الشرعية في العودة وتقرير المصير واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني وعاصمتها القدس الشريف.

لقد شاءت الدولة العبرية ان تعلن ومن ضمن مخططاتها العدائية في سبيل السيادة واحكام قبضتها ان يكون العرب الدروز هدفا وسبيلا لمؤتمراتها في سبيل شق وحدة الصف العربي وتشتيت واضعاف القدرة العربية ماديا ومعنويا ، بفعل الصهاينة ومكائدهم وبترداد هنا وهناك ، ولعل قانون الخدمة الالزامية في الجيش الاسرائيلي المفروض على الطائفة الدرزية من اوضح معالم المكائد المبيتة ضد الدروز بشكل خاص والشعب الفلسطيني بشكل عام ، هذا ناهيك عن الحرب المعلنة عليهم في قوتهم وارضهم ومستقبلهم ولقد كان لهذه الممارسات التأثير الذي دفع الدروز ثمنه غالبا ليس في داخل الخط الاخضر فحسب ولنما ايضا في دول الجوار العربي وكافة اماكن تواجدهم ، فالامة العربية اينما تواجدت ليست حيادية في مواجهة التحدي الصهيوني بل جزء مستهدف من هذا الصراع.

ان نضال الدروز في سبيل القية المركزية قضية فلسطين قد بدأ منذ ان كانت بدايلت المقاومة العربية للاحتلال ، وكان من ضمن تطلعاتهم المستقبلية اسقاط ما سمي بقانون الخدمة الالزامية سئ الصيت الذي القى على كاهلهم وصدورهم بشعار حلف دم مزعوم مع الدروز، واما حكاية التجنيد الالزامي في جيش الاحتلال فلقد بدا بفكرة بنغوريون عام 1948 بالسماح للعرب الفلسطينيين بالبقاء على ارضهم مقابل ان يخدموا بالجيش فتأسست فرقة الاقليات حتى عام 1954،

حيث تدفق العرب على الجيش باعداد اقلقت بن غوريون الذي طالب عام 1956 بفرض قانون الخدمة على الاقليات التي شملت الدروز والكاثوليك والشركس والبدو ، وبعد ذلك تقلصت الخدمة لتشمل فقط الدروز والشركس.

منذ اللحظة الاولى لهذا القانون الذي ولفته سلطات الاحتلال مع بعض الزعاماتالتقليدية وعددهم 16،شرع الوطنيون الدروز بجمع اكثر من 1500 توقيع ضد القانون ذاته، ويستمر النضال منذ ئذ حتى اصبح باعتراف مصادر الدولة العبرية نسبة الذين يخدمون هم اقل من الذين لا يخدعون .

ان اهمية المؤتمر العام المواجه التجنيد بشقه الااجباري والتطوعي الذي تم انعقاده في الجليل في فلسطين في 24/11/2001 تاتي بالقدر الذي يلعبه كرافعة حقيقية لتواتر النضال المتراكم عبر العقود الماضية ولتلخيص الضرورات النضالية لاسقاط قانون التجنيد الالزامي ومكافحة الخدمة التطوعية ،المنتشرة في بعض الطوائف العربية الاخرى وملاحقة المتواطئين والمرتبطين وللتوضيح باعلى الصوت حقيقة الخدمة الالزامية بانها ليست ميزة وانما دمار للحاضر والمستقبل بكافت المقاييس.

ان الشكل والمضمون الموحد للموتمر هو ما عندو اليه من صيغ اتلاقي سواء بعدد الؤتمرين الذي تجاوز الالف او بالحضور الذي ضم القوى الوطنية الدرزية بالاضافة للمؤاسسات الاخرى العربية من لجان متابعة واحزاب وتنظيمات مختلفة وشخصيات وطنية عديدة ، وبتاييد من الزعيم اللبناني وليد جمبلاط والرائس الفلسطيني ياسر عرفات .

ان هذا الزخم والحشد الذي تم لهاذا الموتمر يدعو للترقب المتفائل لنتائج تاخذ على عالتقهم الفعل الموحد لاسقط مؤامرة التجنيد الالزامي والتطوعي وكافة اشكال دعم المؤاسسة الصهيونية من حيث ندري ولا ندري .

Share this:
Share this page via Email Share this page via Stumble Upon Share this page via Digg this Share this page via Facebook Share this page via Twitter
Posted in العرب الدروز

لجنة المبادرة الدرزية.. انتصار للحقيقة

افكار… الدستور 14/12/1995

اّراء حرة – الاحد 7/1/1996

لم يكسب القضية في محكمة حيفا في اسرائيل جمال معدي المواطن او ابنه فؤاد معدي نتيجة انفعال او رأي فردي شاذ عن قاعدة ، وانما كسبها جمال معدي رئيس لجنة المبادرة الدرزية في فلسطين وانتزع نيابة عن كل ابناء عشيرته العربية المعروفية في فلسطين حقا مشروعا وذلك بالاقرار بعروبتهم من قبل وزارة الداخلية الاسرائيلية، وبذلك سقطت احدى مؤامرات المشروع الصهيوني بمحاولات متعددة ما فتئت مؤسسات الدولة العبرية تظهر بها الدرزية كقومية مستقلة عن العربية ، وسقطت مقولة لطالما حاولت تكريسها وسائل الاعلام الاشرائيلية الا هي مقولة العرب ( و ) والدروز والتي حاولت جاهدة ان تنشر معطيات تلك المقولة داخل الوطن العربي في محاولة لاضعاف الصف العربي وتفتيته وخلق حالة من التشرذم والتردي في نضال الشعب العربي الفلسطيني العادل لفرض الحل المشرف الذي يضمن استرداد كامل الحقوق الفلسطينية وعلى رأسها اقامة الدولة المستقلة على التراب الوطني.

لا اريد ان اعتبر ان كسب القضية رغم اهميتها اضافة جديدة ، فلم يكن بنو معروف لينتظروا من اسرائيل كتلك شهادة ، ولم يكن بنو معروف ايضا مطالبين باثبات عروبتهم لان التاريخ وليس اسرائيل ما نحتكم اليه حين نريد ان نثبت الانساب ونقرأ تاريخ من كان ليس في سيرته ما يثلم الاصالة ، فهم عرب اقحاح في لسانهم وتاريخهم ومنابتهم، وفي كل ملمات الامة العربية كانت لهم مواقف الرجولة التي لا تقبل مساومة ولا يشوبها تردد في تبوؤ مواقعهم في طليعة المناضلين دفاعا عن العروبة ضد كل محاولات الهيمنة على دول المنطقة وضد اطماع الغزاة في الجسم العربي الاسلامي منذ الحروب الصليبية وحتى تفجير وقيادة الثورة العربية السورية المظفرة ضد الاستعمار الفرنسي ومواقفهم المشرفة في الجولان ومقارعتهم لاعداء الامة في لبنان ودحر الة الحرب والمارينز ونضالهم في فلسطين.

تقول النظرية السياسية ان التنظيمات السياسية تعتبر ارقى وسائل النضال في سبيل الرأي والفكر ، انطلاقا من المبدأ فإن نضال دروز فلسطين من اجل عروبتهم اطره واسهم في انضاجه تنظيم ( لجنة المبادرة الدرزية) اسهاما حقيقيا الى جانب الدور الفاعل للتنظيمات الوطنية والتقدمية الاخرى التي كان للدروز درو اساسي في مسيرتها، شأنهم في تلك التنظيمات شأن تواجهم كمؤسسين وقياديين ومناضلين في صفوف حركات التحرر الوطنية التقدمية ليس في فلسطين فحسب وانما في معظم بلدان المشرق العربي في سبيل انجاز مرحلة التحرير الوطني ومن اجل التقدم الاجتماعي . لقد تأسس تنظيم لجنة المبادرة الدرزية عام 1973 وضم في صفوفه مناضلين من الطائفة الدرزية من مفكرين ومثقفين ورجال دين وطلاب .. ومن ابرز اعضائه الشاعر العربي الكبير سميح القاسم . وبحق ان قمة النضال ان تدرك منظمة جماهيرية فتية وبرؤية محددة المعالم لا تقبل التأويل رغم امكانيات الهيمنة والاحتواء الاقتصادية والاعلامية التي تمتلكها الاجهزة الرسمية في اسرائيل والتي عرفناها حق معرفة خلال عقود خلت ، ان قمة ذاك النضال ان تدرك لجنة المبادرة الدرزية في زمن الضباب وانعدام الرؤية كل ما ترمي اليه اسرائيل في توددها المزيف لدروز فلسطين ، وتكشف كل المؤامرات التي حاولت ان تنال من تاريخ الدروز وعروبتهم ولم يكن دور لجنة المبادرة الدرزية ليقتصر على التنظير في الحقيقة بل تعداه الى النضال من اجل :

1-  مجابهة حملات الاستيلاء ومصادرة الاراضي ومحاربة اقامة المستوطنات في المناطق الدرزية .

2-  النضال في سبيل اكتساب الحقوق الاجتماعية والتعليمية والمعيشية والسياسية .

3-  الاصرار على اعتراف السلطات الاسرائيلية بأن الدروز عرب اقحاح وان محاولة فصلهم عن شعبهم هي مؤامرة فاشلة , وان لا وجود للقومية الدرزية وانهم جزء من الشعب العربي الواحد.

4-   رفض التجنيد الاجباري والعمل على الغاء القانون  ووقف حملات المطاردة والتعذيب ضد الهاربين من الخدمة .

لقد تعرضت لجنة المبادرة الدرزية الى الملاحقة وتعرض منتسبوها للتعذيب والسجن والتنكيل وبقيت طليعة عربية واعية وما زالت ملاحم الدروز تجسد رموزا مضيئة في تاريخنا القديم والحديث.

ان اعداء القضية قد دأبو على كتابة فصول مسرحية سلخ دروز فلسطين عن الشعب العربي الواحد , تلك المسرحية التي قال فيها جمال معدي رئيس لجنة المبادرة في نشرتها (الخروبة ) اواخر كانون الاول عام 1994 “ان هذه المسرحية تصدر حكما بحق الدروز بسبب قلة لا يتجاوز عددهم المئات من المجندين اجباريا , فهل يجوز ان نحكم على شعبنا بالعمالة بوجود عملاء ومتعاونين مع اسرائيل واحتلالها , اننا نطالب المسؤولين في مسرح الحكواتي والمخرج والممثلين والسلطة الفلسطينية والقيادات الاخرى لكل فئات شعبنا العمل على وقف عرض المسرحية واعادة النظر فيها والاعتذار للشباب الدروز الاحرار خاصة في لجنة المبادرة الدرزية الذين تبرعوا بالدم ونظموا حملات الاغاثة المستمرة طيلة فترة الانتفاضة والذين ما زالوا ملاحقين من السلطات الاسرائيلية , كنا وسنبقى دائما ملكا لشعبنا وسيذوب الثلج ويبين المرج” .

هكذا نجد ان المعركة القضائية في محاكم حيفا لم تكن قضية جمال معدي وانما قضية تمس الجسم العربي الواحد .. ولقد شكل كسب القضية صفعة جديدة لكل من روج من حيث يدري او لا يدري بالدعايات المغرضة التي ابتدعتها وسائل الاعلام الصهيونية طوال عقود خلت , اننا اذ نتمنى على صحافتنا العتيدة لو اعطت هذا الخبر حقه بمزيد من القاء الضوء وابرازه ولا اقصد اكثر من اظهار ونشر الحقيقة واهتمام اكبر بالحدث واقله ما يكون بحجم مواز للهجمة الشرسة التي ارادت النيل من بني معروف حماة الثغور على مر السنين.

تحية الى المناضل جمال معدي , والى لجنة المبادرة الدرزية المكافحة , تحية الى من يصون الارض والعرض , حماة التاريخ والديار .

Share this:
Share this page via Email Share this page via Stumble Upon Share this page via Digg this Share this page via Facebook Share this page via Twitter
Posted in العرب الدروز

محاكمة إسرائيلية جديدة

الرأي 7\1\2002

في أواسط شهر كانون الأول قررت النيابة العامة الإسرائيلية تقديم لائحة اتهام ضد سعيد نفاع النائب العربي في الكنيست الاسرائيلي عن قائمة حزب التجمع الوطني الديمقراطي بسبب زيارة قام بها نفاع الى سوريا عام 2007.

سعيد نفاع مناضل عربي فلسطيني داخل الخط الأخضر يناضل في سبيل الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في العودة وتقرير المصير واقامة الدولة الفلسطينية المستلقة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشريف ، ويناضل أيضا من خلال تأسيسه لميثاق المعروفين الأحرار في سبيل الغاء قانون التجنيد الإلزامي عن العرب الدروز في الداخل الفلسطيني الذي بموجبه يفرض على الدروز قسرا وبقوة القانون الخدمة في جيش الاحتلال او السجن.

ويناضل ايضا في سبيل ازالة الاضطهاد والذي تمارسه قوى الاحتلال ضد السكان العرب من خلال مصادرة الأراضي وسوء اوضاع المجالس المحلية رغم كل المحاولات الصهيونية اظهار العدالة في اتعامل الدول العبرية ما بين يهود وعرب.

ان كل امكانات الدعاية الصهيونية كانت مكرسة طوال العقود الماضية في سبيل دق الأسافين وزرع بذور الفتنة والتقسيم داخل الجسد العربي والفلسطيني الواحد فنجحت لفترة ليست بقصيرة بالاستفراد بالطائفة العربية الدرزية من خلال اظهار تميزهم عن بقية العرب الفلسطينين من خلال علاقة الحكومات الاسرائيلية معهم واظهار قانون الخدمة الالزامية على أساس أنه عنوان لعدالة معاملتهم المنصفة للعرب الدروز واليهود ،وللحقيقة نقول كان التقصير واضحا خلال العقود الماضية من طلائع القوى الوطنية العربية ووسائل الاعلام العربية في تعرية المؤامرات الغاشمة التي تحيكها الصهيونية ضد أبناء شعبنا الواحد وانتشرت على الساحة وبلا أي منازع مقولات الدعاية الصهيونية ورغباتها تميد الأرض طولا وعرضا تحاول ان تصوغ في ذلك رأيا عاما وكأنهى يتحدث عن حقائق وليس عن أكاذيب.

لقد بدأت وكما هو معروف مقاومة العرب الدروز في الداخل الفلسطيني منذ اللحظات الأولى لإقرار قانون التجنيد الإلزامي المفروض على العرب الدروز وبوسائل كفاحية مختلفة ،حيث نظمت العرائض الموقعة من قبل أكثر من 1500مواطن من ابناء الطائفة ،وكان أن تأسس حينها تنظيم الشباب الأحرار ومن ثم لجنة المبادرة العربية الدرزية فحركة المبادرة المستقلة وميثاق المعروفين الأحرار وهي الأطر الوطنية في الداخل الفلسطيني التي قدمت التضحيات من سجون ومطاردات وملاحقات ومحاربة بوسائل رزقهم في سبيل اسقاط القانون سيء الصيت.

منذ سنوات وقد شرع ميثاق المعروفين الأحرار بتأسيس لجنة التواصل القومي الذي أخذ ينظم خروج الوفود العربية إلى سوريا عبر الأردن في سبيل اقامة جسور التواصل بين أبناء القومية الواحد بعد القطيعة فرضتها ظروف الاحتلال الغاشم.

ان حديث الصهاينة عن مساع في سبيل الحل للقضية الفلسطينية في كل حين وامام اول اختبار فلا بناء المستوطنات خطوة في طريق السلام ولا بناء الجدار العنصري كذلك ولا الحصارات الانتقائية ولا سياسية هدم البيوت والاستيلاء على الأراضي والملاحقات ولا التفرقة العنصرية بين المجالس المحلية داخل الخط الأخضر ولا الإعتداءات على المقدسات العربية ، ولا الاعتقالات الدائمة ولا الأكاذيب والدس الرخيص والممارسات التي اتبعها النهج الصهيوني عبر العقود الماضية وحتى الآن ضد شعبنا الفلسطيني ،فكل تلك الممارسات هي غطرسة صهيونية وخطوات تصعيدية معبرة عن النوايا الغاشمة لدى الدولة العبرية ولا تعبر للحظة من قريب أو بعيد عن صدق توجهات شكل أو بآخر نحو درب السلام ولعل ملاحقة سعيد نفاع هي شاهد وقرينة أخير وليس آخر.

Share this:
Share this page via Email Share this page via Stumble Upon Share this page via Digg this Share this page via Facebook Share this page via Twitter