Posted in مقالات وطنية

دولة الشعب اليهودي

الرأي 11-12-2007

يتردد في الآونة الأخيرة مصطلح يهودية الدولة اليهودية ، وهذا الاصطلاح يتبناه أولمرت وهو أول رئيس وزراء اسرائيلي يعلن وبصراحة المنحاز توجها يعكس وجهة نظر يتم تداولها خفية وبالعلن بين الصهاينة ، وهو يعكس رؤىً حول مستقبل الدولة اليهودية ولقد اعلن ذلك اولمرت في مؤتمر سابان الذي عقد في اسرائيل ،فلربما الوقت اصبح مناسبا للانتقال الى مرحلى جديدة من مراحل المخطط الصهيوني وفصلا جديدا في تجسيد طموح الصهاينة حول الشكل المستقبلب للدولة العبرية وبنيتها ، وكما يشير تحليل الاستاذ غازي السعدي الصادر عن دار الجليل بتاريخ 24\11\2007 ان هذا التصريح يأخذ شكلا مغايرا او اكثر سوءا من كل ما اعلن فاجعة مؤتمر بال الذي عقد في عام 1897ووعد بلفور المشؤوم مرورا بقرار التقسيم الصادر عن الجمعية العامة للام المتحدة عام 1948واعلان قيام الدولة العبرية على انقاض العرب الفلسطينين والعديد من الوثئق والتصريات التي لم تعلن طموح الصهاينة بدولة للشعب اليهودي ولكن فقط دولة يهودية دون انهاء حق العرب الفلسطينين في تلك الدولة .

لا شك بأن ما يدور في الشهد السياسي الاقليمي من حراك لا يبتعد كثيراً عن تجليات الفوضى الخلاقة وتداعياتها في المنطقة ، الاأن هذا المنتج من الشعارات الذي يعكس حالة من وقاحة الدول المستبدة التي تستنبطها من باطن الذاكرة كطموح قائم منذ  البدايات لكنه أجل وباق كامن كبديل قابل للانطلاق من القمم في الوقت المناسب ولا شك ان اطلاق هذا الشعار على لسان اولمرت الذي جاء بجزب كاديما كوريث حريص على الحفاظ على تصعيد مواقف التطرف كلما أتاحت الفرصة لذلك .

قبل سنوات وزع في الداخل الفلسطيني رسالة الى العديد من الشخصيات العربية الوطنية هناك من قبل اليمين اليهودي المتطرف تطلب من السكان العرب مغادرة أراضيها لأنهم غير مرغوب فيهم في دولة اسرائيل ولقد وضعت سيناريو لذلك بأن المسيحين الى لبنان والشراكسة والسنة في الاردن والدروز في سوريا .

هذه الرسالة لم تأت بكل تأكيد من فراغ ولم تنطلق في حينها لتنتهي الى الابد أو تندثر لكنها تخبو الى ان تنتقي ظروفا موضوعية قابلة لوضع لمسات أخيرة أو ما قبل اخيرة على هيكلية الدولة العبرية .

ان سياسة و التهويد والالغاء التي دأب الصهاينة على اعماله ضد الشعب الفلسطيني طوال سنوات الاحتلال وخلال كل أشكال ممارستها عبر العقود الماضية قد تحطمت وباءت بالفشل أمام تدفق  الوعي والحس القومي والوطني لدى الشعب الفلسطيني مع تتالي الاجيال رغم رهانات سياسات الدولة بأشكالها وتداولاتها من ليكود وعمل بكل أشكال الترغيب والترهيب ، طرح دولة الشعب اليهودي وما يرافقه من شبح خطر الترحيل الذي سينثر السواد على مستقبل شعبنا الفلسطيني داخل الخط الاخضر ابتداء من هذا المفصل هو اعلان بامتياز عن افلاس الدولة العبرية من رهاناتها انفة الذكر وعدم تمكنها من تذويب الشعب الفلسطيني رغم مؤامراتها في فرض سياسات فرق تسد وقانون التجنيد الالزامي سيء الصيت والمفروض قسرا على الدروز وبث ثقافة سامة تحض على تفريق البدو عن بقية ابناء الشعب الفلسطيني والعديد من الازمات المتتالية التي حاولت الدعاية الصهيونية اشعالها على مدى عمر القضية الفلسطينية بين ابناء الشعب الواحد ، نعم لقد اندحرت مؤامرات اسرائيل لتبديد ذاكرة وثقافة وكيان الشعب العربي الفلسطيني .

Share this:
Share this page via Email Share this page via Stumble Upon Share this page via Digg this Share this page via Facebook Share this page via Twitter