Posted in مقالات زائرة

سلطان الأطرش قصة وفاء

الرأي 11/11/2011

من المقرر أن تقوم دار «لونغمان» للنشر في بريطانيا بنشر قصة «إمْـنِـيـْزِل الكركي» ضمن مجلد «من قصص الشعوب» الذي سيُوزع على ملايين القراء في الهند والصين وآسيا وأميركا اللاتينية.
وتجري أحداث القصة كما يرويها الجنرال الفرنسي «أندريا» بكتابه المُعَنْون «ثورة الدروز وتمرد دمشق» عن استشهاد والد سلطان باشا الاطرش عندما أعدمه سامي باشا الفاروقي الحاكم التركي في سوريا، نظرا لمقاومة اهل جبل العرب لممارسات ألإذلال التي فرضتها قوات الجندرمة العثمانية على الدروز والدمشقيين وبعد معركة «الكـَفـَر» عام 1910.
وفي بدايات القرن العشرين، أعلن ايضاً سلطان باشا رفض ممارسات الانتداب الفرنسي ضد السوريين، ونادى بالثورة على قوات الاحتلال لعدة سنوات الى أن أشتبك مع دبابات وطائرات ألانتداب في معركة تل الحديد عام 1922 التي أدت الى لجوئه الى الاردن، بعد أن كبَّدهم خسائر كبيرة.
وبعد عامٍ من لجوئه الى الكرك, نجحت التدخلات السياسية في استصدار قرار بالعفو عنه، والغاء حكم الاعدام عليه.
وقامت عشائر المجالي وابناء عمومتها المعايطة, والطراونة بتوديع «الباشا» وتقديم الولائم والمناسف بكرم يضاهي ما استقبلته به قبل عام.
ولدى مسيرة «الباشا» متجها الى عمان، مرَّ بقرية «الـْمَزَار» حيث استقبله الشيخ محمد إمْـنِـيـْزل القطاونة الذي دعاه للمبيت، وليولم له كما حصل مع العشائر الكركية ألاخرى. فاعتذر الباشا لانه يريد ان يودع الامير عبد الله، وليدرك رحلة القطار الى سوريا.
ولدى أصرار الضيف، قال محمد إمْـنِـيـْزل، لئن أعتذرت عن ضيافتي في بيتي، فلا أقل من قبولك هديتي, وهي عبدٌ لدي، يعينك على تحمل وعثاء السفر.
قبل الباشا الهدية، وشكر الشيخ إمْـنِـيـْزل على كرمه، وغَـذ َّ السير ليلحق بالقطار.
وبعد ليلتين، جاءه من رجاله من يخبره، «بأن العبد الكركي قد يكون جاسوساً عليه، فهو لا يتقن من مهام العبيد شيئا، لا يأكل بشراهة العبيد، ولا يحسن تنظيف منامات الخيل، وغير قادر على النوم فوق الحصى» فأمر الباشا أن يحققوا معه.
وبعد الكرباج الخامس من «الـْفـَلـَقـَة» الثالثة، أعترف العبد، وطلب مقابلة الباشا شخصياً ليخبره بكل شيْء.
وفي تلك المقابلة عرف الباشا ان ذلك العبد ما هو إلا الإبن البكر للشيخ محمد إمْـنِـيـْزل القطاونة الذي أبت عليه رجولته الا أن يضحي بابنه البكر تجسيداً لأخلاق العرب في إكرام الضيف منذ أن ذبح حاتم الطائي فرسه المشهورة ومنذ أن قدّم ابو الانبياءِ ابنَهُ البكر إسماعيل قـُرْباناً.
وفي تلك المقابلة، قال الباشا, لن يكون إمْـنِـيـْزل اكثر كرماً من الدروز، فاصطفى الشاب الكركي وأجلسه الى جانبه، حتى وصلوا الـْـقـِريَّا في سوريا، ومن هناك ارسله إلى لبنان في عهدة عائلة من أصدقائه، حتى اكمل الدراسة الابتدائية والثانوية، ثم الحقه بالجامعة، وتخرَّج منها, وعاد إلى الكرك، يحمل  شهادة بكالوريوس حقوق باسم «السيد» بدلا ً من الاسم السابق «إعْـوَضْ».

Share this:
Share this page via Email Share this page via Stumble Upon Share this page via Digg this Share this page via Facebook Share this page via Twitter