Posted in مقالات وطنية

وجهة نظر – الرَقم الصعب في الزَمن الصعب

المجد 19 / 6 / 2000

في هذا الزمن الصعب يترجل الفارس ، يغيب الموت عن الامة واحداً من رموزها ، وقلعة من قلاعها بعد ثلاثة عقود قاد فيها سوريا باقتدار ، وعبر بها العديد من الازمات الى شاطئ الامان ، واستطاع ان يبقى صامدا ثابتا على موقفه الذي يلخص ثوابت الامة ، فما بدل ولا تراجع رغم كل المحاولات التي مورست ضد سوريا من أجل تركيعها وثنيها عن مواقفها ، فكان بحنكته وصلابته الصخرة الكأداء التي صبرت وصمدت في وجه الرياح والاعاصير ، وفي وجه محاولات تجويع سوريا وتعطيشها وتيئيسها وعزلها، فكان في كل حين يشمخ بكيان سوريا عملاقاً يطاول الثريا ، يشد الازر بحتمية الانتصار بالمزيد من الايمان بقومية المعركة ، ونادى على الدوام بان نطلب الموت كي توهب لنا الحياة ، وان تشد الاحزمة على البطون خير من ان ترضخ الامة لمحاولات ابتزازها البائسة.

ان سوريا التاريخ ، سوريا المجد لقادرة على ان تجتاز محنتها في خسارتها الفادحة التي ألمت بها بفقدان المغفور له حافظ الاسد ، وان تأتي بمن يحمل الراية لتبقى خفاقة ، فيعود النشيد يعلو لينبئنا بان بلاد العرب اوطاني ، ويبشرنا بان الله لا يضيع شهادة الشهداء ، وان الارض معطاءة لن تمحل ولن تجدب وسيبقى حافظ الاسد نهجاً يخيفهم حياة ومماتاً ، وسيبقى التاريخ كابوسا يطاردهم ايضا حلوا او ارتحلوا ، وسيبقى الصمود تقليدا في شراييننا حتى في اخر القلاع.

نعم لقد كان الاسد كبيرا بامته ، ولقد كانت هي به اكبر ، وان كنا نبكي هذا الخطب الجلل الذي لف سوريا والامة العربية لان حافظ الاسد كان قد اذهل الدنيا بصلابته وحنكته التفاوضية ، وليس لانه قد كرم التاريخ واركانه ، وليس لانه قال ان الشهداء افضل من في الدنيا وانبل بني البشر ، وليس لانه اراد للسلام ان يكون سلاماً حقيقيا مبنيا على ثوابت الامة ، ولكن لانه كان بشخصه يختزل التاريخ والصمود والرمز والموقف ، ولعل هذا ما ينكأ جراحنا حين نودع الكبار ، وبالذات هذا الفقيد الذي كان امة في رجل وكان صعبا في هذا الزمن الصعب.

Share this:
Share this page via Email Share this page via Stumble Upon Share this page via Digg this Share this page via Facebook Share this page via Twitter
Posted in مقالات وطنية

حق يراد به باطل

2 / 6 / 2000

كم كان عناقنا مع الفرح عظيما, وكم كان غياب الفرح عنا طويلاً ، فبعد الف غياب عاد الجنوب حرا وعاد لبنان موحدا, لبنان التاريخ بات للتاريخ مدرسة وشيد مدى العقود ملاحم الكفاح , امتد مرة من الدمار ومن بين الركام واكداس والشهداء وبراءة الابرياء, جسدا عربيا هزم الة الحرب والمارينز طارد العتمة والخوف مسح الدمع عن عيون الامهات في صبرا وشاتيلا وقانا, نفض غبار الحصار في بيروت وعناقيد الغضب, وها هو بجنوبه يحطم الاغلال والاصفاد ويعود حرا بعد ان ادمى القلب خلال سني الاحتلال.

نقرأ الفرح يشرق فينا ونرقبه على الشفاه وفي دموع الجنوبيين العائدين افواجا الى قراهم المحررة قرية قرية وبيتا بيتا, بعد ان رحلت الفلول الغازية والجلاوزة الصهاينة تحت الضربات الموجعة من المقاومة الباسلة وسواعد حزب الله والقنابل البشرية التي اقتحمت عليهم سكونهم وطغيانهم فصار الجنوب تحتهم جهنم , وشظايا اللحم نزفت لهولها ارادتهم وسناء محيدلي تنبئنا وتحدثنا عن غدنا المشرق.

هكذا ندون نشوة التحرير وتوقنا للنصر المؤزر ولتحرير كامل التراب العربي في الجنوب اللبناني والجولان وفلسطين واعادة الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني  في العودة وتقرير المصير واقامة دولته الوطنية على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشريف.

واما الدهاء والخبث اللذان تبيتهما الدولة العبرية بدعم وتأييد من اميركا والمتمثل في استثمار انسحابها في سبيل احراج سوريا سواء في افقادها مبررات وجودها في لبنان وافتقادها ورقة تفاوضية هامة وما يدورمن حديث حول مزارع شعبا من محولة اثارة الفتنة من خلال ابراز معتمد لهذه القضية, فلا تضير كل تلك المحاولات طالما التنسيق قائم ما بين لبنان وسوريا هذا ما اكده غير مرة المسؤولون في البلدين الشقيقين وطالما ان الشعب اللبناني يدرك تماما اهمية الوحدة واهمية عدم التفريط بانجازات التحرير , وطالما ان النوايا الصهيونية باتت مكشوفة ما انفكت تعريها ويلات الامة وقوافل الشهداء, ولن تمر محولات الدولة العبرية في جعل انسحابها وعودة الحق الى اصحابه باطلا ينخر حاضر الامة ومستقبلها.

Share this:
Share this page via Email Share this page via Stumble Upon Share this page via Digg this Share this page via Facebook Share this page via Twitter